في محافل الفضاء اللامتناهي، حيث تتداخل الكواكب والنجوم في رقصة متناغمة، يبرز كوكب Kepler-237 c كوجهة مثيرة للاهتمام تحمل في طياتها أسراراً تكاد تكون خفية عن أعيننا البشرية. يتميز هذا الكوكب بموقعه البعيد الواقع على بُعد يقدر بحوالي 2146.0 سنة ضوئية من كوكب الأرض، حيث يظهر في سماء الليل كنقطة باهرة بلمعانه الفائق الذي يتجلى من خلال قيمة السطوع النجمي التي تبلغ 15.689 مقداراً.
ما يميز Kepler-237 c بشكل خاص هو طابعه الكوكبي الفريد، حيث يُصنّف كـ “سوبر أرض”، مما يشير إلى أنه يتجاوز في حجمه الكواكب الأرضية الاعتيادية. يكمن روعة هذا الاكتشاف في أنه جزء من مجموعة متنوعة من الكواكب خارج مجموعتنا الشمسية، مما يفتح أمامنا نافذة على تنوع العوالم الفضائية.
تم اكتشاف Kepler-237 c في سماء الكون اللامتناهي في عام 2014، حيث أضاءت الدورات التكرارية للكوكب على أنظمة الرصد الفلكي. ومن خلال تقنية العبور (Transit)، تمكن العلماء من تحديد بعض الخصائص الرئيسية لهذا العالم البعيد.
عند النظر إلى الأبعاد الفيزيائية لهذا الكوكب، نجد أن كتلته تعادل حوالي 4.98 مرة كتلة الأرض، مما يجعله كوكبًا ذا كتلة مرتفعة بشكل ملحوظ. ومع نسبة نصف قطر تبلغ حوالي 2.08 مرات نصف قطر الأرض، يبرز Kepler-237 c بأبعاد غير اعتيادية.
تدور هذه العملاقة الصغيرة حول نجمها الأم Kepler-237 بمسافة تبلغ حوالي 0.071 وحدة فلكية، وتكمل دورتها الفلكية في زمن قدره حوالي 0.022176592 سنة، ما يجعل لها مساراً حول نجمها يختلف تمامًا عن الأرض. وبالرغم من تماثل مدارها، فإن تمركز المدار (الاستدارة) يظل صفريًا، ما يعكس استقراراً نسبيًا في حركتها.
تعكس تقنية العبور التي استخدمت في اكتشاف Kepler-237 c تفاصيل دقيقة حول حركته ومواصفاته، حيث يمكن أن تكون هذه الطريقة مفتاحًا لفهم التكوينات الكوكبية في الكون البعيد. وبهذا الاكتشاف، يتوسع آفاقنا في معرفة المجرات ويثبت أن جمال الفضاء لا يكمن فقط في لمعان النجوم، بل في تنوع العوالم التي تدور حولها.