في سماء اللامكان، حيث تتناثر نجوم اللانهاية وتتجلى ألغاز الكون، نجد أنفسنا أمام إحدى ألماسات الليل الساطعة، وهي الكوكب المعروف بإسم “كيبلر-226 بي”. هذا العالم الغامض الذي ينتمي إلى عائلة الكواكب الضخمة المعروفة باسم “الأرض الفائقة”، حيث يتميز بخصائص فلكية فريدة ومدهشة تلفت انتباه العلماء والمفكرين على حد سواء.
عندما نتأمل في السماء اللامعة، يظهر “كيبلر-226 بي” كنقطة ضئيلة، تنبعث منها أشعة الضوء التي قطعت المسافات الفضائية الهائلة لتصل إلينا. يقع هذا الكوكب البديع على بعد يبلغ 3197.0 سنة ضوئية منا، في إحدى أطراف المجرة اللامتناهية. وعلى الرغم من بُعد المسافة، يبدو وكأنه جارٍ قريب يعيش في الجوار السماوي.
رغم تواجده البعيد، يزين “كيبلر-226 بي” سماء الليل ببريقه الخفي الذي يتجلى من خلال قيمة السطوع النجمي التي تبلغ 15.563 درجة، مما يجعله واحدًا من الكواكب البارزة في مرصد السماء. إن هذا السطوع الذي يتلألأ في الظلام يروي قصة عظمة الكون وتنوعه اللامتناهي.
“كيبلر-226 بي”، المعروف أيضاً بصفة “الأرض الفائقة”، تم اكتشافه في عام 2014 عن طريق الطريقة البديلة للكشف عن الكواكب خارج المجموعة الشمسية، وهي طريقة العبور الفلكي. عندما ألقت العدسة الفضائية “كيبلر” نظرة على هذا الكوكب، اكتشف العلماء عجائبه وغموضه الذي يشكل تحدياً مستمراً لفهمه بشكل أعمق.
وفيما يتعلق بالخصائص الفيزيائية، يعتبر “كيبلر-226 بي” من فئة الكواكب الفائقة الأرضية، حيث يتسم بكتلة ضخمة تعادل 24 مرة كتلة الأرض نفسها. ولكن ليس هذا وحسب، بل يزيد قطره بنسبة 1.55 مرة عن قطر الأرض، مما يمنحه هيكلًا ضخمًا يثير الفضول حول طبيعة سطحه وتكوينه الجيولوجي.
تدور “كيبلر-226 بي” حول نجمه الأم بمدار متميز يبلغ نصف قطره 0.047 وحدة فلكية، وتتطلب دورته حوالي 0.010677618 سنة أرضية. على الرغم من أنه لا يتميز بتمايل في مداره، إلا أن هذا الكوكب يعزز التساؤلات حول تكوين المجموعة الكونية وتنوع الأنظمة الفلكية.
لا تقتصر عجائب “كيبلر-226 بي” على خصائصه الفيزيائية فقط، بل تتعداها إلى طريقة اكتشافه، حيث تم استخدام أسلوب العبور الفلكي لرصد تغيرات في سطوع النجم الأم نتيجة لمرور الكوكب أمامه. هذه التقنية الدقيقة أتاحت للعلماء استكشاف أسرار هذا العالم البعيد بشكل دقيق وفحص تفاصيله بعناية.
في الختام، يظهر “كيبلر-226 بي” كنافذة فريدة نحو أسرار الكون، حيث يتحد الفضول والعلم ليطلقوا العنان لخيالهم في استكشاف هذا العالم الساحر والمدهش، الذي يمثل إضافة مهمة إلى تراث البشرية في استكشاف أسرار السماء اللامتناهية.