في إحدى الزوايا البعيدة والغامضة للكون، يتلألأ كوكب Kepler-1861 b كجوهرة لامعة في سماء الفضاء اللامتناهي. يُعتبر Kepler-1861 b من الكواكب الغازية العملاقة ويشبه بنية إلى حد كبير كوكب نبتون الذي يدور في نظامنا الشمسي. وقد تم اكتشافه في عام 2021 من خلال تقنية العبور أو الترانزيت، وهي واحدة من أحدث الابتكارات التكنولوجية التي سمحت للإنسان برصد وتحديد وجود كواكب في الأنظمة الشمسية البعيدة.
تتميز Kepler-1861 b بمجموعة من الخصائص الفريدة والمثيرة. بدايةً من المسافة الهائلة التي تفصل بينه وبيننا، حيث يبلغ قرابة 2707 وحدة فلكية. إن هذا البُعد الكبير يضفي على هذا الكوكب طابعًا غامضًا وجاذبية فلكية فائقة. تلك الشمس التي يدور حولها Kepler-1861 b تتألق بسطوع قدره 13.709، وهو رقم يُظهر لنا مدى بعدها وقوتها المشعة.
وفيما يتعلق بالبنية الفيزيائية للكوكب، يظهر Kepler-1861 b كعملاق غازي بتشبعات من الهيدروجين والهيل، ما يمنحه مظهرًا ساحرًا يتشابه إلى حد كبير مع أحد أقاربه في النظام الشمسي. يبلغ مضاعف كتلة Kepler-1861 b نحو 5.5 مرة كتلة الأرض، مما يعكس القوى الجاذبية الهائلة التي يمتلكها والتي تؤثر على كل جسيم في غلافه الجوي.
تبرز البُعد الفارق للكوكب أيضًا في قطره، حيث يعتبر أكبر بمرتين تقريبًا من قطر الأرض. تلك الكتلة والأبعاد الضخمة تضفي على Kepler-1861 b شخصية فريدة تستحوذ على اهتمام العلماء والباحثين في مجال علم الفلك.
فيما يتعلق بحركته حول الشمس الخاصة به، يدور Kepler-1861 b في مدار يبلغ نصف قطره 0.2408 وحدة فلكية، ويستغرق حوالي 0.10951403 سنة لاكتمال دورته الشمسية. ورغم البُعد الكبير، يتميز هذا الكوكب بفترة دوران نسبية قصيرة نسبياً، ما يجعله أحد الأهداف الملهمة لدراسة الأنظمة الكوكبية البعيدة.
إن استخدام تقنية العبور كطريقة لاكتشاف Kepler-1861 b أضافت بُعدًا جديدًا لفهمنا للكواكب البعيدة، حيث يمكننا الآن رصد الكواكب خارج نظامنا الشمسي بدقة وفحص خصائصها بشكل أفضل. وبفضل التقدم في مجال التكنولوجيا الفلكية، يستمر الإنسان في استكشاف أغوار الكون والكشف عن أسراره الغامضة بطرق تعزز من فهمنا للحياة الفلكية وتاريخ الكواكب في الكون الواسع.