في العمق السحيق للفضاء، وفي الأبعاد اللامتناهية للكون، نعود لنتناول معلومات مثيرة ومفصلة حول كوكب مدهش يعرف باسم “كيبلر-1810 ب”. يتميز هذا الكوكب البعيد بخصائص فريدة تجعله محط اهتمام العلماء والباحثين في مجال الفلك.
كوكب كيبلر-1810 ب يقع على بُعد غير متناهي يبلغ تقريبًا 3294 وحدة فلكية من الأرض. يشكل وهجه النجمي جزءًا من لوحة سماوية تتلألأ بسطوع يبلغ 15.4 درجة، ما يجعله يندرج ضمن الأجرام السماوية ذات اللمعان المعتدل. اكتشف هذا الكوكب الغامض في عام 2021، ومنذ ذلك الحين أصبح محور اهتمام الباحثين الذين يسعون لفهم أسراره.
ما يميز كوكب كيبلر-1810 ب هو تصنيفه ككوكب من نوع “نبتوني المشابه”. يتميز هذا التصنيف بقربه الكبير من الكواكب الضخمة مثل نبتون في نظامنا الشمسي، ويفترض أنه يحمل خصائص جوية وجيولوجية تشبه تلك التي تميز كواكب المشتري ونبتون.
فيما يتعلق بالخصائص الفيزيائية، يفوق كوكب كيبلر-1810 ب الأرض بمعامل كتلة يصل إلى 14.6 مرة، وهو ما يجسد الكتلة الهائلة التي يحملها هذا العالم البعيد. ولتوضيح ذلك، فإن كتلة الأرض تعتبر مقارنة طفيفة في مقابل هذا العملاق الغامض.
أما عن الشكل الخارجي لكوكب كيبلر-1810 ب، فيظهر بأبعاد لا تصدق. يبلغ نصف قطره 0.35 مرة قطر المشتري، مما يجعله عالمًا ذا حجم هائل يتجاوز تصوراتنا السابقة حول الكواكب الغريبة.
يتميز هذا الكوكب أيضًا بسياقه الفلكي الفريد، حيث يتحرك في مدار يبلغ نصف قطره 0.4137 وحدة فلكية، ويكمل دورة كاملة حول نجمه في فترة زمنية قدرها 0.2767967 يومًا. يظهر عدم وجود تحول في مداره، مما يجعله يندرج ضمن الكواكب التي تعتمد بشكل كبير على حركة العبور (الترانزيت) للكشف عن وجودها.
وفي سياق الأساليب المتاحة لاكتشاف الكواكب البعيدة، تم اكتشاف كوكب كيبلر-1810 ب باستخدام الطريقة المعروفة بالترانزيت. حيث يتم رصد التغيرات في سطوع النجم الأم أثناء مرور الكوكب أمامه، مما يوفر دليلاً قويًا على وجود هذا العالم الغامض في الفضاء البعيد.
إن كوكب كيبلر-1810 ب يمثل إضافة مهمة إلى ملف الكواكب البعيدة التي تعكس تنوع الأنظمة الكونية. وبينما يستمر العلماء في استكشاف أسرار هذا العالم البعيد، يظل كوكب كيبلر-1810 ب نموذجًا فريدًا للتفكير في الحياة والظروف البيئية في أرجاء الكون.