في سماء اللامكن، حيث تتلاقى الكواكب وتنسج قصص الكون، نثرت عيون الفلكيين الباحثين ذكائها لتكشف لنا عن أسرار الكواكب البعيدة ومنها كوكب Kepler-1770 b، الذي يستحق أن يُعتبر نجمًا آخر يضيء في سماء الكون.
هذا الكوكب البديع يسكن في مداره الفضائي على بُعد 1902.0 سنة ضوء منا، في عالم يعكس فيه الضوء بتألقه وروعته. تألق يتجلى في سطوع نجمه الأم، الذي يُقاس بمقدار 14.418 في المغ المطلق، يضفي على هذا الكوكب لمعانًا ساحرًا وجذابًا.
لا يُعتبر Kepler-1770 b مجرد كوكب بل يأخذنا في رحلة تصحبنا إلى عوالم مدهشة. يُصنف هذا الكوكب كنوعٍ من أنواع الكواكب التي تشبه كوكب نبتون، وهي تلك العوالم الغازية العميقة المليئة بالألغام الجليدية والأسرار الفلكية.
تم اكتشاف Kepler-1770 b في عام 2021، وهو العام الذي انفتحت فيه أبواب الفضاء لتكشف لنا عن عوالم جديدة وربما تحمل إجابات عن أصل الكون وطبيعته المعقدة. كان اكتشاف هذا الكوكب لحظة بارزة في سجلات الفلك، حيث يسهم في توسيع آفاقنا حول التشكيلات الكونية المتنوعة.
السمة البارزة التي تميز Kepler-1770 b هي نسبة كتلته إلى كتلة الأرض، حيث يبلغ ذلك التضاعف 8.45 مرة. يعكس ذلك الوزن الكبير للكوكب ويجسد مدى تميزه في عالم الكواكب. أما بالنسبة للشكل، فيتمتع Kepler-1770 b بشكل يُشبه نبتون، حيث يبلغ تضاعف نصف قطره 0.253 مرة من نصف قطر كوكب المشتري.
لكن الجمال الفلكي لا يقتصر على الكتلة والحجم، بل يتجلى أيضًا في المدار الذي يسلكه Kepler-1770 b حول نجمه. يبلغ نصف قطر المدار البيضاوي الذي ينتظم فيه هذا الكوكب 0.1261، ويحتاج إلى حوالي 0.04599589 من السنة ليدور حول نجمه الأم. الدقة في المحافظة على مساره المداري تعكس القوى الفيزيائية الخفية التي تحكم حركة الكواكب في هذا الفضاء اللامتناهي.
لا يكتمل الحديث عن Kepler-1770 b دون الحديث عن طريقة اكتشافه. تم رصد هذا الكوكب البعيد باستخدام طريقة العبور الكوكبي، حيث يتم قياس الانخفاض المؤقت في سطوع النجم الأم عندما يعبر الكوكب أمامه. هذه التقنية الحديثة تتيح للعلماء استكشاف عوالم بعيدة بدقة وفحص تفاصيلها بعمق.
إن Kepler-1770 b يشكل جزءًا من ملحمة الكواكب والفضاء، حيث ينضم إلى جاذبية الكواكب البعيدة التي تدفعنا نحو التساؤلات الكونية والبحث عن حقائق جديدة. يرتقب العلماء بحماس استكشاف المزيد من الكواكب والكواكب المشابهة في السماء، لنكمل رحلتنا العلمية في هذا الفضاء الواسع ونستمد إلهامنا من جماله اللامحدود.