في إحدى الزوايا البعيدة للكون، حيث يتناثر النجوم كألؤب اللامعة في سماء اللامتناهي، تبرز كوكبٌ ملتفٌ حول نجمٍ قزمٍ يحمل اسم “كيبلر-176”. إنه عالمٌ غريب وبعيد، يُعرف باسم Kepler-176c، حيث تتجسد فيه روائع الكون وتناثر الأسرار الفلكية.
يستقر Kepler-176c على بعد 1720 سنة ضوئية من أرضنا، ويظهر بوضوح في سماء الليل برغم بعده الشاسع. إن سطوع النجم الأم، الذي يبلغ 14.767 درجة من التألق النجمي، يضيء طريقه إلى عقلانيتنا عبر اللامكن. إنها فرصة نادرة لاستكشاف هذا العالم الساحر والذي يأسر العقول بجماله الكوني.
هذا الكوكب، Kepler-176c، يتسم بتشابه ملفت مع الزهرة الزرقاء، فهو ينتمي إلى صنف الكواكب العملاقة من نوع نبتوني. تتدلى تلك الكواكب في فضاءاتها اللامتناهية كرقاق اللؤلؤ، مكملةً بذلك روعة الكون بألوانه وأشكاله المتعددة.
تم اكتشاف Kepler-176c في عام 2014، حيث أثار حماسة العلماء والفلكيين الذين بذلوا جهودًا جبارة للكشف عن أسرار هذا العالم البعيد. يعتبر اكتشاف هذا الكوكب إضافةً قيمة إلى خريطة الكواكب الخارجية ويفتح نوافذ جديدة لاستكشاف أغوار الفضاء.
فيما يتعلق بخصائصه الفيزيائية، يبرز Kepler-176c بكتلة تزيد عن 23 مرة كتلة الأرض، مما يمنحه وزنًا هائلا يجذب الأنظار نحوه. يعكس قطره، الذي يعادل 0.232 قطراً للمشتري، حجمًا استثنائيًا يجسد جاذبيته الخاصة.
وفي رحلته حول نجمه الأم، يتبع Kepler-176c مدارًا بشكل دائري بنسبة لا تقل إثارة عن تلك المتواجدة في قلوب الباحثين. يبلغ شعاع مداره حوالي 0.102 وحدة فلكية، ويستغرق فترة دورته الشمسية حوالي 0.03504449 سنة. يتميز بانتظام مذهل في حركته، ما يشير إلى توازن فريد في هذا النظام الفلكي المثير.
لقد تم اكتشاف Kepler-176c باستخدام أسلوب العبور الكوكبي، حيث يعبر الكوكب أمام نجمه الأم، مما يتسبب في تغيير في سطوع النجم يمكن قياسه بدقة. هذا الأسلوب الدقيق يساعد في تحديد الخصائص الفيزيائية للكوكب بطريقة دقيقة وفعالة.
إن Kepler-176c يشكل لغزًا فلكيًا، واكتشافه يمثل نقطة تحول هامة في رحلة استكشاف الفضاء. يلهم هذا العالم البعيد العلماء والمستكشفين على حد سواء لفهم أعماق الكون وتكوينه. إن Kepler-176c، الكوكب الذي يرقى إلى جمال الفضاء، يظل شاهدًا على عظمة الكون وغموضه الذي ينتظر الكشف عنه.