في العمق اللامتناهي للسماء المظلمة، تتألق نجمٌ صغير يحمل اسم Kepler-1768 ب، وعلى بعد يبلغ حوالي 2064 سنة ضوئية من كوكب الأرض، يكمن هناك عالم آخر يثير فضولنا ويفتح أفقًا جديدًا لاستكشاف الكواكب البعيدة. هذا العالم البعيد يُعرف بـ Kepler-1768 b، وقد كشف عن نفسه للإنسانية في سنة 2021.
تتسم Kepler-1768 b بخصائص فريدة تجعلها تبرز في سماء هذا النجم البعيد. يبلغ سطوع النجم 13.565 وحدة، مما يجعله يندرج ضمن النجوم المظلمة، ولكن رغم ذلك، يتألق كوكبه ببريق لا يُمكن تجاهله. يتميز Kepler-1768 b بنوع يُشبه كوكب نبتون، إذ يتمتع بصفات تجعله يندمج في تلك الفئة المثيرة والمتنوعة من الكواكب.
فيما يخص الخصائص الفيزيائية لهذا العالم البعيد، يبلغ كتلته ضعف ونصف كتلة الأرض، مما يجعله كوكبًا ذا كتلة مليئة بالغاية. يُقاس قطر Kepler-1768 b بنسبة 2.233 مرة قطر الأرض، مما يعزز فكرة تميزه عن الكواكب الأخرى في هذا النظام البعيد. إن اكتشافه يعزز فهمنا لتنوع الكواكب وتكوينها في أرجاء الكون.
يدور Kepler-1768 b حول نجمه الأم بشكل متقن، إذ يبلغ شعاعه المداري حوالي 0.1286 وحدة فلكية، ويستغرق حوالي 0.041341547 يومًا لاكتمال دورته الدورية حول النجم. يظهر أن الكوكب يتمتع بدورة مدارية قصيرة، ما يضفي عليه سرعة وحيوية فريدة في رحلته حول نجمه المضيء.
رغم قربه الكبير من نجمه، يتميز Kepler-1768 b بفارق استثنائي في الشكل البيضاوي لمداره، إذ يظهر أن الكوكب يتحرك في مدار دائري تقريباً، مع انحراف قليل يبلغ صفر، مما يعكس استقرارًا نادرًا في مساره الدوري.
تم اكتشاف Kepler-1768 b باستخدام أسلوب العبور (Transit)، الذي يعتمد على رصد تغييرات في سطوع النجم عندما يمر الكوكب أمامه. هذا الأسلوب يعد وسيلة قوية للكشف عن الكواكب البعيدة وتحديد خصائصها بدقة.
باختصار، يمثل Kepler-1768 b إضافة مثيرة لقائمة الكواكب المكتشفة، ويثير الفضول حول تكوين وطبيعة هذا العالم البعيد في الفضاء اللامتناهي. إن فهمنا لمثل هذه الكواكب يوسع آفاقنا ويفتح أفقًا جديدًا للاستكشاف والاستفادة من الألغاز الكونية التي تنتظر كشف أسرارها في الأعماق السحيقة للكون.