في سماء الكون اللامتناهي، تبرز نجمة باسم Kepler-1767، تنطلق في سماء المجرة مثل جوهرة لامعة في عتمة الفضاء العميق. إنها نجمة تنبض بالحياة، حاملة في طياتها أسرارًا لم تكشف بعد. وفي محيط هذا النجم، يرقص كوكب صغير يحمل اسم Kepler-1767 b، ككوكب آخر في هذا العالم الفسيح.
تتميز Kepler-1767 b بمسافة تبلغ 2676.0 سنة ضوئية عن الأرض، مما يجعلها بعيدة جدًا عن عيوننا البشرية، فتحمل في جعبتها أسرارًا لا تعد ولا تحصى. بالنظر إلى درجة السطوع النجمية، والتي تقدر بـ 16.206، ندرك أن هذا الكوكب يعيش في ظلال نجمه الأم، ينشر جماله في كل اتجاه.
إن Kepler-1767 b ليس كوكبًا عاديًا، بل يشبه كواكب نبتون بشكل لافت، إذ يظهر وكأنه نسخة فريدة ومصغرة من عملاق النظام الشمسي. تم اكتشاف هذا الكوكب الرائع في عام 2021، حيث أضاء عليه العلماء بأشعة الاكتشاف والتفاصيل الدقيقة.
ما يميز Kepler-1767 b أكثر هو الاختلاف الكبير في الكتلة بالنسبة للأرض، حيث يبلغ مضاعف الكتلة 9.34 مرة مقارنة بكوكبنا الأزرق. هذا يجعلنا نتساءل عن الظروف الفريدة التي يمكن أن يعيش فيها هذا الكوكب وما إذا كان لديه نظام جوي يشبه الأرض.
وإنهارمز آخر يبرز في هذا السياق هو نسبة نصف القطر، حيث يعتبر Kepler-1767 b مصغرًا إلى حد كبير بنسبة 0.269 مقارنة بالعملاق الغازي المشهور، المشابه للمشهد الذي نراه في كواكب المجموعة الشمسية. هذا يفتح الباب أمام التساؤلات حول التضاريس السطحية والطبيعة الجيولوجية لهذا العالم البعيد.
لكن المفاجأة لا تنتهي هنا، فإن التواجد في المدار حول النجم يظهر بأن Kepler-1767 b يتجول في مسافة تبلغ 0.2873 من والده الشمسي، ويحتاج إلى 0.16344969 سنة لاكتمال دورته حول النجم، وهو ما يضفي عنصر الغموض والإثارة على هذا الكوكب الساحر.
تختلف Kepler-1767 b عن أقرانها في عدم وجود انحراف في مدارها الدائري، إذ تظهر قيمة الانحراف المداري بصفر تمامًا، مما يعني أنه يتبع مسارًا منتظمًا حول نجمه الأم. وفي عالم الاكتشافات الفضائية، تمثل طريقة الكشف عن هذا العالم البعيد نقطة فارقة، حيث تم الكشف عنها باستخدام طريقة العبور الكوكبي، أي تقنية استشعار الانخفاض المؤقت في سطوع النجم عندما يعبر الكوكب أمامه.
في الختام، يظهر Kepler-1767 b كجوهرة فريدة في تاج الكواكب، محملة بسر كوني لم يكشف عنه بعد. فهل سنستمر في الكشف عن أسرار هذا الكوكب البعيد؟ وهل سيكون لدينا يومًا ما القدرة على استكشافه عن كثب وفهم غموضه الفضائي؟ إن Kepler-1767 b يمثل نافذة إلى عالم جديد قد يحمل في طياته أسرارًا تغير وجه علم الفلك للأبد.