عندما نتجول في أعماق الفضاء اللامتناهي، نكتشف عجائب الكواكب التي تدور حول نجومها بأنوار خافتة في سماء الليل اللامعة. من بين هذه الكواكب البعيدة والغامضة، تبرز Kepler-1721 b كجسم فلكي يستحق الانتباه، حيث تتناغم فيه خصائص فريدة وتفاصيل تجعله محط اهتمام علماء الفلك.
يتمتع Kepler-1721 b بموقع استثنائي يبعد حوالي 2092 وحدة فلكية عنا، يظهر في السماء كنقطة ضعيفة تسطع بلمعان مائل نحو 15.085 درجة من حيث الشدة المغناطيسية للنجم المضيء الذي يحيط به. تأخذ هذه الكوكبة مسمى “Kepler” من برنامج التلسكوب الفضائي الذي اكتشفها، ورقم “1721” يعكس رقم تسلسلي تم تخصيصه لها، إضافة إلى ذلك، تم اكتشاف هذا الجسم الفلكي الفريد في العام 2021، مما يمنحنا فرصة لاحقاً لفهم أكثر عن تكوينه وخصائصه.
في محاولة لتفسير بنية Kepler-1721 b، نجد أنه يندرج تحت تصنيف الكواكب المشابهة لنبتون، حيث يتميز بمضاهاة صفات كوكب المشتري. إن كتلته، المضاعفة تحديدًا بنسبة 9.9 مقارنةً بكتلة الأرض، تشير إلى أنه يعتبر كوكباً ذا كتلة ضخمة، ما يشير إلى أن تأثيرات الجاذبية على سطحه قد تكون مختلفة وغريبة بالنسبة لعالمنا المألوف.
وعندما ننظر إلى الأبعاد الهائلة لهذا الجسم الفلكي، نجد أن نصف قطره يتناسب بنسبة 0.278 مقارنة بنصف قطر المشتري، الأمر الذي يظهر لنا بأن هذا العملاق الغامض يختلف عن أقرانه في تشكيله الفيزيائي.
لكن الجوانب الغامضة لا تتوقف هنا، فقد وقعت Kepler-1721 b في حلقة محيطية مدهشة حيث يكمن عند المسافة الفلكية البعيدة تقريبًا 0.0519، ويستغرق حوالي 0.012594113 سنة ليكمل دورته حول نجمه الأم. رغم عدم وجود انحراف في مداره (بفضل ارتفاع صفاء مداره بنسبة 0.0)، إلا أن هذا الاكتشاف يتيح لنا فرصة فريدة لاستكشاف تفاصيل حركته وتفاعلاته مع نظامه الشمسي.
لكن كيف تم اكتشاف Kepler-1721 b؟ الإجابة تكمن في الطريقة التي استُخدمت فيها للكشف عنه. بتقنية العبور، حيث يُلاحظ تخفيض طفيف في سطوع النجم عندما يمر الكوكب أمامه. هذا الأسلوب المعقد والدقيق يمكن أن يكشف عن تداول الكواكب وتوقيتها بشكل دقيق، مما يمنحنا نافذة فريدة لاستكشاف هذا العالم الغامض وتحديد خصائصه بكل تفصيل.
إن Kepler-1721 b، بفضل خصائصه الفريدة والغامضة، تضيء مصباحًا على عمق الكون وتجعلنا نتساءل عن المزيد من الأسرار التي قد تكون مكبوتة في سماء الليل.