في إحدى الأركان البعيدة والمهيبة للغاية من الفضاء اللانهائي، تبرز كوكبٌ جديد يُدعى Kepler-1675 b، مكتشفٌ في عام 2020 بفضل التقنيات الفائقة والتكنولوجيا المتطورة في علم الفلك. يعتبر هذا الكوكب إحدى الجواهر الفلكية الساطعة التي تثير فضول العلماء والباحثين على حد سواء.
تتميز Kepler-1675 b بموقعها البعيد الذي يبلغ مسافته حوالي 2124 وحدة فلكية عن الأرض، ما يجعلها تنتمي إلى تلك الفصول المثيرة والمجهولة من تاريخ الكواكب. يظهر الكوكب ببريق ساطع يبلغ 13.672 درجة من القدر الظاهري للنجم الذي ينتمي إليه، مما يجعله واحدًا من الأجرام السماوية التي تجذب الانتباه بسبب سطوعها الفائق.
ما يميز Kepler-1675 b بشكلٍ خاص هو تصنيفها ككوكب من نوع “نبتوني المشابه”، حيث يشير ذلك إلى أن لديها خصائص تشبه إلى حد كبير تلك التي تعتبر مميزة لكوكب نبتون في نظامنا الشمسي. يعزى هذا التشابه إلى الخصائص الفيزيائية والجاذبية التي تجعلها تشبه إلى حد ما إلى العملاق الغازي البارد في نظامنا الشمسي.
وعندما نلقي نظرة على التفاصيل الفيزيائية لـ Kepler-1675 b، نجد أنها تحمل عبءًا ضخمًا يُقدر بنحو 9.93 مرة من كتلة الأرض، مما يجسد كيف تبتعد بشكل كبير عن الكواكب الصغيرة. يعزى هذا الفارق الكبير في الكتلة إلى عملية التشكل الفريدة لهذا الكوكب وتكوينه الذي يختلف عن العديد من الكواكب الأخرى.
أما بالنسبة لحجمها، فإنها تشير إلى أن Kepler-1675 b تمتلك نصف قطر يعادل 0.279 مرة قطر المشتري، وهو معيار مقارنة مألوف للكواكب الخارجية الضخمة. يبرز هذا الحجم الكبير الذي تحمله الكوكب، مما يضفي عليها طابعًا فريدًا ولافتًا في تصنيف الكواكب الخارجية.
تحيط Kepler-1675 b بمدار يبلغ نصف قطره حوالي 0.3076 وحدة فلكية، وتستغرق حوالي 0.1724846 سنة لاكتمال دورتها حول نجمها الأم، مما يشير إلى سرعة حركتها الملتفة حول محورها. يلاحظ أيضًا أن الكوكب يتمتع بشكل لافت بتمركز دائري حول النجم، حيث تظهر قيمة الانحراف المداري (الاستعراض) بصفر، مما يشير إلى استقرار مدارها بشكل كامل.
تم استخدام أسلوب اكتشاف العبور (Transit) لرصد Kepler-1675 b، وهو الأسلوب الذي يعتمد على مراقبة التغييرات في السطوع عندما يعبر الكوكب أمام نجمه الأم. هذا الأسلوب المبتكر يوفر إحصائيات دقيقة حول الكواكب البعيدة، ويُعد إسهامًا كبيرًا في فهمنا للكواكب خارج نظامنا الشمسي.
في النهاية، يظهر Kepler-1675 b كلوحة فنية فلكية فريدة تعكس التنوع الرائع للكواكب التي تحوم في أرجاء الفضاء. إن اكتشافها يفتح أبواب الاستكشاف العلمي إلى عوالم جديدة ومثيرة، مما يثبت مرة أخرى أن عالم الكواكب البعيدة لا يزال مليئًا بالألغاز والإمكانيات المثيرة التي تنتظر الكشف عنها.