في أعماق السماء، وفي رحلة استكشاف الفضاء اللانهائي، تبرز كواكب المجموعة الشمسية كنقاط لامعة تروي حكايات الكون وأسراره. ومن بين هذه الكواكب التي تدور في أفق اللامحدود، نلقي اليوم الضوء على كوكب يُعرف بـ “كيبلر-١٦٦ b”. يتميز هذا الكوكب بخصائص فريدة تجعله واحدًا من الجسم السماوية المثيرة للاهتمام في سماء الكواكب.
تم اكتشاف كوكب Kepler-166 b في عام 2014، عندما كانت أعين العلماء تتفحص سماء الليل بعناية فائقة باستخدام طرق حديثة ومتطورة. يبلغ البُعد الذي يفصل بيننا وبين هذا العالم السماوي البعيد حوالي 1969 وحدة فلكية، مما يضفي عليه طابع البُعد والغموض.
فيما يتعلق بخصائصه الفيزيائية، يظهر Kepler-166 b ككوكب من نوع “نبتوني المشابه”، حيث تتشابه خصائصه إلى حد كبير مع تلك التي يتمتع بها كوكب نبتون في المجموعة الشمسية الخاصة بنا. ورغم أنه يحمل تأثيرات نبتون، إلا أنه يبرز بخصائصه الفريدة والتي تجعله لافتًا بين الكواكب البعيدة.
تتسم الكتلة الخاصة به بتعدد مذهل، حيث يعادل كتلة Kepler-166 b ضعف ونصف تقريبًا من كتلة الأرض. ولاحظ العلماء أن كتلته تتجاوز بنسبة 5.77 مرات كتلة الأرض، مما يعزز الفهم العميق لطبيعته وتركيبه الفيزيائي.
أما فيما يتعلق بالأبعاد، يعتبر Kepler-166 b كوكبًا صغيرًا نسبيًا بالمقارنة مع الكواكب العملاقة في الكون. يبلغ نصف قطره نسبة 0.203 من نصف قطر كوكب المشتري في المجموعة الشمسية الخاصة بنا. هذا الحجم الصغير يضفي عليه سحرًا خاصًا ويفتح أبواب الاستكشاف الفضائي لاستكشاف تكوينه وتطوره.
تألق Kepler-166 b في سماءه يتجلى أيضًا في مداره الفلكي المثير، حيث يتحرك حول نجمه الأم بمسافة تُقدر بحوالي 0.072 وحدة فلكية. يستغرق هذا الكوكب الصغير وقتًا قصيرًا نسبيًا لاكتمال دورته حول نجمه، حيث يبلغ الفترة الدورية لدورة Kepler-166 b حوالي 0.021081451 عام.
وفي سياق آخر، يظهر هذا الكوكب بشكل غريب خالٍ تمامًا من التحولات الدائرية، حيث يتسم مداره بانحراف صفري تقريبًا، مما يُظهر عدم وجود تغيير في شكل مداره أثناء تحركه حول نجمه.
تم استخدام أسلوب العبور الذي يعتمد على اكتشاف المرور أمام نجمه الأم لاكتشاف Kepler-166 b. وهذه الطريقة الابتكارية سمحت للعلماء برصد التغيرات الطفيفة في إشعاع النجم أثناء مرور الكوكب أمامه، مما أدى إلى الكشف عن وجود هذا العالم السماوي الساحر.
في الختام، يظهر Kepler-166 b كجوهرة فلكية نادرة، حيث يجمع بين السحر الفيزيائي والغموض الفلكي. ومع كل تفاصيله الفريدة، يشكل هذا الكوكب تحفة فنية في ملحمة الكون، تنتظر بشوق أن يكشف العلماء المزيد من أسراره ويفهموا تأثيراته العجيبة على خيوط الزمان والمكان.