في أعماق السماء اللامتناهية تتناثر نجوم عديدة، وفي هذا السياق الفلكي الساحر، تبرز كواكب الفضاء كنقاط لامعة تحمل في طياتها أسرار الكون. إحدى هذه الكواكب، التي تنضم إلى سجلات الاكتشافات الفلكية الرائعة، هي كوكب Kepler-1649 c.
يتميز Kepler-1649 c بوجوده في بُعد فلكي يبلغ حوالي 301.0 سنة ضوئية عن الأرض، مما يضفي عليه لمعاناً باهراً في سماء الليل. تتجلى قوته الضوءية بمقدار تألقه النجمي الذي يصل إلى 17.95 درجة من التألق الشمسي، مما يجعله كوكبًا ذا ظهور مميز في سماء المجرة.
وبالنظر إلى خصائص Kepler-1649 c، نجد أنه يعد من نوع “Super Earth”، أي أنه يمتلك خصائص تجعله يقع في فئة الكواكب الضخمة بشكل ملحوظ مقارنةً بالأرض. تم اكتشاف هذا الكوكب الرائع في عام 2020، وهو حدث يلفت الانتباه إلى تقدم العلم والتكنولوجيا في رصد وفحص الكواكب خارج نظامنا الشمسي.
إذا كنا نلقي نظرة على الخصائص الفيزيائية لهذا الكوكب، نجد أن كتلته تضاهي 1.2 مرة كتلة الأرض، مما يجسد تنوع الكواكب في الكون ويسلط الضوء على تشكلها المختلف. كما يتجلى تنوعه أيضاً في نصف قطر Kepler-1649 c، حيث يعادل 1.06 مرات نصف قطر الأرض.
تتألق هذه الكوكب السوبر أيضاً في مداره حول نجمه الأم، إذ يتميز بمسافة دورانية تبلغ 0.0649 وفترة دوران تقدر بحوالي 0.05338809 من السنة الأرضية. يظهر أيضاً أن Kepler-1649 c يميل إلى التدوير بشكل دائم حول محوره دون أن يتجاوز الانحراف، مما يجسد الثبات في حركته الدورانية.
وبخصوص الطريقة التي تم بها اكتشاف هذا الكوكب الرائع، فقد جرى الكشف عنه بواسطة الطريقة الفلكية المعروفة بالعبور (Transit)، حيث يتم رصد تغيرات في سطوع النجم الأم نتيجة لمرور الكوكب أمامه. هذه التقنية الحديثة والدقيقة قد أتاحت للعلماء فتح صفحة جديدة من أسرار الكواكب خارج نطاق نظامنا الشمسي.
في النهاية، يظهر Kepler-1649 c كوكب يحمل في طياته ألغاز الكون وتعقيداته، مما يثير الفضول والتساؤلات حول مدى إمكانية وجود حياة أو ظروف تشبه الأرض على سطحه. إنه عالم مليء بالمفاجآت والتحديات، ينتظر أن يكون محط اهتمام الباحثين والمفكرين في مجال الفضاء والكواكب.