عندما نلقي نظرة على السماء اللامعة في الليل، نجد أن الكون مليء بألغاز وأسرار لا تنضب. إحدى هذه الألغاز تتعلق بالكواكب خارج نظامنا الشمسي، ومن بين هذه الكواكب المثيرة للفضول هي كوكب Kepler-1632 b.
يقع Kepler-1632 b على بُعد يبلغ حوالي 2338 سنة ضوئية منا، في إحدى الأركان البعيدة من المجرة. يتميز هذا الكوكب بلمعان نجمه الأم، حيث يبلغ سطوعه 13.22 درجة، مما يجعله نجمًا خافتًا بالنسبة للعين البشرية.
تم اكتشاف Kepler-1632 b في عام 2016، وكانت هذه اللحظة هي بداية استكشاف عوالم جديدة خارج نطاق نظامنا الشمسي. وما يميز هذا الكوكب هو تشابهه مع كواكب المشتري ونبتون، إذ يصنف تصنيفًا فلكيًا ككوكب من نوع “نبتوني المشابه”.
عندما نتحدث عن الخصائص الفيزيائية لـ Kepler-1632 b، نجد أنه يتمتع بكتلة تعادل 6.66 مرة كتلة الأرض. وهذا يضعه في فئة الكواكب العملاقة، حيث تكون قوى الجاذبية هناك أكبر والظروف الجوية أكثر تعقيدًا. يتم حساب نصف قطره باستخدام جاذبية كواكب المشتري، حيث يبلغ نصف قطر Kepler-1632 b 0.22 مرة نصف قطر المشتري.
يتحرك هذا الكوكب في مداره حول نجمه بمسافة تبلغ 0.6762 وحدة فلكية، ويستغرق حوالي 1.2273785 يومًا لاكتمال دورته الشمسية. تميز مداره بعدم وجود تغير في المسافة بينه وبين نجمه، حيث يظل مستقرًا دون أية انحرافات كبيرة، ويتمتع بتمركز دورته الشمسية بشكل أمثل.
رغم أن الكوكب لا يظهر أي تحول في مداره، إلا أن الطريقة التي تم اكتشافها بها تعكس التقنيات المتقدمة في مجال علم الفلك. تم الكشف عن Kepler-1632 b باستخدام طريقة العبور (Transit)، حيث يتم رصد تغييرات في سطوع النجم عندما يمر الكوكب أمامه، مما يتيح للعلماء استنتاج وجود الكوكب ودراسته بدقة.
في النهاية، يظهر Kepler-1632 b كجزء من سلسلة من العوالم البعيدة التي تفتح أفقًا جديدًا لفهمنا للكواكب خارج نظامنا الشمسي. إن هذا الاكتشاف يعزز فهمنا للتنوع الكوني ويشد انتباهنا إلى أبعاد جديدة من الفضاء التي تنتظر الاستكشاف والكشف.