في أعماق السماء الفسيحة، حيث تتجول أنظار المستكشفين السماويين، تبرز كواكب غامضة تنثر سحرها في عرض الكون. إحدى هذه الجواهر السماوية هي كوكب Kepler-1508 b، الذي يعد واحدًا من تلك العوالم الغريبة التي تدور حول نجم بعيد في مجرتنا اللامحدودة.
بلغت رحلة اكتشاف Kepler-1508 b ذروتها في عام 2016، عندما قام العلماء بتحليل البيانات الوفيرة المأخوذة من تلسكوب Kepler الفضائي، الذي أطلقته وكالة ناسا لاستكشاف أسرار الكواكب خارج نطاق نظامنا الشمسي. يظهر الكوكب بوضوح على الخارطة الفلكية بفضل اكتشافه باستخدام طريقة العبور أثناء مراقبة نجمه الأم، حيث يمر الكوكب أمام النجم، ما يؤدي إلى انخفاض طفيف في سطوعه.
يبلغ الكوكب Kepler-1508 b مسافة تقدر بحوالي 4111.0 سنة ضوئية عن الأرض، مما يجعله جارًا سماويًا بعيدًا يخفي خلف ستارة من اللامنتهيات. يتميز هذا العالم الفريد بمعامل كتلة يبلغ 2.33 مرة كتلة الأرض، مما يمنحه وزنًا فائق الثقل يضاهي تلك الذي يعيشها “الأرض الفائقة”. كما أن لديه نصف قطر يبلغ 1.33 مرة نصف قطر الأرض، مما يمنحه هيئة فريدة تعكس تنوع العوالم التي تدور حول النجوم البعيدة.
يتداول Kepler-1508 b حول نجمه الأم بمدار يبلغ نحو 0.1629 وحدة فلكية، ويستغرق حوالي 0.056673512 سنة لاكتمال دورته الشمسية الواحدة. يلاحظ أن هذا الكوكب يتمتع بشكل فائق بمدار غير بارز، إذ تظهر البيانات الفلكية أن التلاعب الكوني لا يخضع لتذبذب غامض.
تتسم سمات Kepler-1508 b بالفرادة أيضًا على صعيدين إضافيين، حيث يعتبر كوكبًا من نوع “Super Earth”، ما يعني أنه يمتلك خصائص تجعله يقع في الفئة الفرعية للكواكب الضخمة ذات التكوين الصخري، والتي تمثل جسورًا فلكية بين العوالم الصغيرة والعمالقة الغازية.
تمثل هذه الاكتشافات الرائعة عن Kepler-1508 b جزءًا من التطور المستمر لميدان علم الفلك، حيث يسعى الباحثون إلى فهم أعماق الفضاء وكيفية تكوين وتطور الكواكب المنتشرة في سماء الكون اللامتناهي. إن تلك اللحظات التي تكشف فيها العلوم الفلكية أسرار السماء تمثل نقاط تحول حاسمة في رحلة الإنسان نحو فهم أعماق الكون وغموضه الذي لا ينتهي.