في إحدى الزوايا البعيدة للكون، تبرز في سماء المجرات اللامحدودة كواكبٌ لامعة تشكل عجائب فلكية تدهش الباحثين والمستكشفين الفضائيين على حدٍ سواء. ومن بين هذه الكواكب الساحرة، نتجلى بفخر إلى عالم خاص يعيش في ظل جمال الفضاء والألغاز الكونية، حيث يلتقي العلم بالخيال. يُعد كوكب Kepler-1485 b واحدًا من هذه الأعجوبة الكونية التي أخذت على عاتقها مهمة إذهالنا وكشف النقاب عن أسراره.
يتألق كوكب Kepler-1485 b في سماء المجرات البعيدة ببريق يشد الأنظار، إذ يبلغ مستوى سطوعه النجمي حوالي 13.411 وحدة. يتمتع هذا الكوكب بموقع فريد في الكون، إذ يبلغ مسافة بعيدة تبلغ حوالي 2008.0 سنة ضوئية عن الأرض، ما يعزز من غموضه ويجعله تحفة تستحق الاكتشاف.
لا يقتصر جمال Kepler-1485 b على ضوءه اللامع فقط، بل يتجاوز ذلك ليشمل الخصائص الفيزيائية الفريدة التي تميزه عن غيره من الكواكب. يُصنف هذا العالم الساحر كـ “سوبر إيرث”، ما يعني أنه يمتلك خصائصًا تجعله يشبه إلى حد كبير كوكب الأرض، لكن بتفوق واضح في بعض الجوانب. تكمن سحرة Kepler-1485 b في كتلته الاستثنائية، إذ يبلغ مضاعف كتلته مقارنة بالأرض حوالي 2.76، مما يمنحه وزنًا فلكيًا يضاهي وزن كواكبنا الخاصة.
وكما يتجلى سحر Kepler-1485 b في أبعاده الفيزيائية، فإنه يتميز بنصف قطر يبلغ حوالي 1.47 مضاعف مقارنة بالأرض، ما يمنحه هيئة فريدة وملامح مدهشة. يتجلى هذا الاختلاف البصري البديع عندما نتأمل جمال الكواكب من منظور فلكي، حيث يظهر Kepler-1485 b كجوهرة فضائية تتألق بين النجوم.
تتألق حقبة اكتشاف Kepler-1485 b في سجلات العلم الفلكي، حيث تم اكتشاف هذا الكوكب الرائع في عام 2016، ما أضاف نمطًا جديدًا من التفاصيل والألغاز إلى دفاتر الاستكشاف الكوني. تم استخدام طريقة العبور الفلكية (Transit) لاكتشاف هذا العالم الفضائي، حيث قامت الظاهرة الفلكية بتسجيل انخفاض في السطوع النجمي عندما عبر Kepler-1485 b أمام النجم الأم. هذا الاكتشاف الذي لا يُنسى فتح أفقًا جديدًا للباحثين، مما أتاح لهم استكشاف ميزات هذا العالم بطريقة مباشرة ومفصلة.
وفيما يتعلق بمداره الفلكي، يدور Kepler-1485 b حول نجمه الأم على بعد حوالي 0.1467 وحدة فلكية، ما يعني أنه يتمتع بمسافة فلكية قريبة من النجم، ما يضفي عليه جاذبية فلكية خاصة وظروفًا بيئية فريدة. وتستغرق فترة دورته الشمسية حوالي 0.05448323 سنة، مما يضيف نبضًا خاصًا لهذا الكوكب الساحر في رحلته اللامتناهية حول نجومه المحيطة.
وفيما يتعلق بتفاصيل المدار، يظهر Kepler-1485 b بخصائص استثنائية تتمثل في عدم انحرافه عن الشكل المداري المثالي، حيث يبلغ معامل الشذوذ (Eccentricity) لمداره قيمة صفرية. يُظهر هذا السلوك الكوني المتسق أن Kepler-1485 b يسبح في فضاءه الخاص بثبات واستقرار، ما يعزز الفهم العلمي للميكانيكا السماوية في هذا الزمان والمكان.
في الختام، يبقى كوكب Kepler-1485 b تحفةً فلكية فريدة من نوعها، تنير سماء الفضاء بإشراقها وتحمل في طياتها الألغاز الكونية التي تلهم البشرية المستكشفة للاستمرار في رحلتها نحو فهم أعماق الكون وتسليط الضوء على أسراره المحيطة بنا.