في أعماق السماء تتلألأ نجمة تُدعى Kepler-1463، وعلى مدار الزمن، انكشفت أمام علماء الفلك إحدى الكواكب التي تدور حول هذا النجم، وهي Kepler-1463 b. هذا العالم السماوي يبعد عنا بمسافة فلكية تصل إلى 5505.0 سنة ضوئية، ما يجعله يتربع في أحد أبعد ركائز الفضاء الذي يمكن للإنسان رصدها.
رغم بعدها الشاسع، يتميز هذا الكوكب بميزات فريدة تجعله يستحق الاهتمام والدراسة العميقة. يظهر لنا Kepler-1463 b في سماءه سطوعًا يبلغ 15.905 في درجة السطوع النجمي، وهو معيار يعكس لنا مدى وضوح رؤيته واستشعاره من قبل العدسات الفلكية على وجه التحديد.
عند التحدث عن تصنيف Kepler-1463 b، نجد أنه يُصنف ضمن فئة الكواكب الضخمة المعروفة باسم “Super Earth”، وهي كواكب تتميز بكتلها الكبيرة نسبياً مقارنةً بالأرض. إن هذا التصنيف يفتح أمامنا نافذة إلى فهم مكونات وخصائص هذا العالم السماوي الغامض.
تم اكتشاف Kepler-1463 b في عام 2016، حيث أضاءت الأجهزة الحديثة للكشف عن الكواكب المستعرضة على هذا الإكتشاف الرائع. يظهر لنا أن هذا الكوكب يحمل ضعف كتلة الأرض تقريبًا، حيث يبلغ معامل الكتلة 4.12 مضاعفًا مقارنة بوحدتنا الكوكبية.
وعند النظر إلى الحجم، نجد أن Kepler-1463 b يمتلك نصف قطر يعادل 1.86 مضاعفًا لنصف قطر الأرض، مما يشير إلى أبعاده الضخمة واحتمال وجود بيئات وظروف سطحية فريدة تميزه عن العوالم الأخرى.
تدور هذه الكوكبة السماوية في فترة دوران قصيرة نسبيًا حيث يبلغ النصف من الفترة الزمنية التي يحتاجها Kepler-1463 b للدوران حول نجمه الأم حوالي 0.069 يومًا. هذه الفترة الزمنية القصيرة تعكس الديناميات الفلكية السريعة التي يخضع لها هذا العالم الفضائي.
رغم قربه من نجمه الأم، فإن مدار Kepler-1463 b يظهر أنه يتمتع بتماثل شديد، حيث يبلغ الانحراف المداري أقل من 0.1. هذا يشير إلى أن مداره يتسم بالاستقرار، ويجعله موضوعاً مثيراً للاهتمام لفهم الظواهر الكونية وتفاعلات الجاذبية.
تم اكتشاف Kepler-1463 b باستخدام أسلوب الكشف عن العبور (Transit)، حيث يتم رصد انخفاض طفيف في سطوع النجم عندما يعبر الكوكب أمامه. هذا الأسلوب يساعد في تحديد مقاسات الكوكب وتحليل تكويناته الجوية والكيميائية.
في نهاية المطاف، يثير Kepler-1463 b استفساراتنا حول الكواكب البعيدة ويفتح أفقًا جديدًا لفهم تنوع العوالم الفضائية. فهل يكون لديها بيئة قادرة على دعم الحياة؟ أم أن لديها سراً كونياً ينتظر أن يكشف عنه لنا في عمق الفضاء اللامتناهي؟ إن Kepler-1463 b، كما يبدو، يمتلك قصة كونية معقدة يجب علينا استكشافها بحذر وتأمل.