في أعماق السماء وعلى بُعد يتجاوز 1652 سنة ضوئية، تتألق كوكبٌ جديد يحمل اسمًا مبهرًا: Kepler-1378 b. إنه عالم غامض ينتمي إلى عائلة الكواكب العملاقة الشبيهة بكوكب نبتون. تلك المشهدية الفلكية تزين سماء الفضاء ببريق ساحر، حيث يبلغ تألق النجم الذي يحتضن هذا الكوكب 16.5497 درجة من السطوع النجمي.
تم اكتشاف كوكب Kepler-1378 b في سنة الفضاء 2016، عندما ترصد الأجهزة الحساسة والتكنولوجيا المتقدمة علامات مميزة للعبور (Transit)، تلك اللحظات الفريدة عندما يمر الكوكب أمام نجمه الأم ويحجب جزءًا من ضوءه. هذه الظاهرة تكشف عن وجود عوالم خفية وتفتح أبواب الاستكشاف الفلكي لمعرفة المزيد عن هذه الكواكب الساحرة.
وكما يمتاز Kepler-1378 b بخصائص فريدة، فإن كتلته تعادل 5.48 مرة كتلة الأرض، مما يجعله كوكبًا ذا كتلة ملحوظة. يعكس هذا التنوع الفلكي والاختلاف الكبير في الكتلة بين الكواكب، وهو ما يلهم العلماء لفهم أسرار تشكيل وتطور الكواكب في الكون.
وعندما نلقي نظرة على الأبعاد، نجد أن قطر Kepler-1378 b يعادل 2.2 مرة قطر الأرض، ما يجعله يندرج ضمن فئة الكواكب العملاقة. تتنوع هذه الأحجام والتكوينات في عالم الكواكب، مما يفتح آفاقًا جديدة لفهم تشكيل الكواكب وتأثيرات الظروف الفيزيائية على تطورها.
تتميز مدارات الكواكب بتعقيد فلكي يثير الدهشة، وكوكب Kepler-1378 b لا يختلف عن هذا القاعدة. يدور حول نجمه الأم على بُعد قدره 0.0885 وحدة فلكية، ويستغرق لكومة رحلته حول نجمه فقط 0.03285421 يوم، مما يشير إلى دوران سريع وحيوي يتحكم في حياة هذا العالم الفلكي.
رغم أن التكوين الشكلي للكوكب Kepler-1378 b يشبه كوكب نبتون في النظام الشمسي، إلا أنه يظهر بلا تموجات غامضة على مداره. يمتاز المدار بعدم وجود تموجات (Eccentricity)، مما يشير إلى استقرار في حركته حول نجمه.
وفيما يتعلق بوسيلة الكشف عن هذا الكوكب البعيد، تعتمد عملية الكشف على الطريقة الفلكية المعروفة باسم Transit، حيث يُلاحظ تغير في سطوع النجم عندما يمر الكوكب أمامه. تلك التقنية الدقيقة تسهم في فتح أفق جديد للبحث والاستكشاف الفلكي، وتعزز فهمنا لتركيب وتكوين الكواكب خارج نظامنا الشمسي.
هكذا، يستمر كوكب Kepler-1378 b في رحلته الفلكية، يحمل معه العديد من الألغاز والأسرار التي تستنتجها العلوم الفلكية، مما يثري معرفتنا بتعدد العوالم والظواهر الفلكية الفريدة التي تمتلك الكواكب خارج نطاق الأفق الذي نعرفه.