في السماء البعيدة تتلألأ نجمة تُعرف بالاسم Kepler-1356، وبينما يتسارع الزمن وتتلاحق الأيام، تكشف لنا الأبحاث الفلكية عن وجود كوكبٍ مثيرٍ يدور حول هذا النجم الساطع. يُدعى هذا الكوكب البعيد Kepler-1356 b، وهو يشكل قطعةً مميزة في لغز الكواكب الفضائية.
ببعد فلكي يبلغ 2757.0 سنة ضوئية عنا، يظهر Kepler-1356 b في سماء الليل كجوهرة ساطعة، ورغم أن درجة سطوعه تصل إلى 15.887 نقطة، إلا أنه يظل محط أهتمام العلماء والمستكشفين الفضائيين.
يندرج Kepler-1356 b تحت تصنيف الكواكب الضخمة المعروفة بـ”Super Earth”، وهي تصنيف يرتبط بالكواكب الصخرية الضخمة التي تتجاوز في حجمها كوكب الأرض. وبفضل مضاعف كتلته البالغ 2.96 مرة من كتلة الأرض، يكمن في باطنه أسرار وظواهر فلكية مذهلة.
فإذا نظرنا إلى حجمه، يكشف Kepler-1356 b عن نفسه بقطرٍ يبلغ 1.53 مرة قطر الأرض، مما يجعله يتميز بأبعاد استثنائية. إن هذا الكوكب يحمل في جوانبه وجودًا ملفتًا للنظر يثير الفضول حول تكوينه وخصائصه الفريدة.
لدينا هنا أيضًا معلومات حول المدار الذي يسلكه Kepler-1356 b حول نجمه الأم. يتحرك هذا الكوكب في مدارٍ ذو شعاع بلغ 0.0136 وفترة دوران تبلغ 0.0016427105 سنة. يظهر أن المدار ذو تمركز غير متماثل (eccentricity)، حيث يسلك مساراً دائرياً تقريبًا حول نجمه الأم.
تم اكتشاف Kepler-1356 b في عام 2016 باستخدام طريقة الكشف عن الترانزيت، حيث يلاحظ العلماء تغيرًا في السطوع الظاهري للنجم عندما يمر الكوكب أمامه. هذه الطريقة الدقيقة تساعد على تحديد الكثير من الخصائص الفيزيائية للكوكب وتمكننا من فهم أكثر حول طبيعته وتكوينه.
بهذه الطريقة، يظهر Kepler-1356 b كجسرٍ بين الألغاز الفلكية والتحديات الفيزيائية، مما يلهم الباحثين والعلماء للتعمق أكثر في دراسته وفهمه. إن هذا العالم البعيد يمثل نافذةً لاستكشافات مستقبلية وفتح أفقٍ جديدٍ في فهمنا للكواكب والفضاء اللامتناهي.