تعتبر كواكب خارج مجموعتنا الشمسية، وبالأخص تلك التي تم اكتشافها باستخدام تقنيات متطورة مثل مراقبة العبور الكوني، مصدرًا لاحتراف وإثارة متجددة للعلماء والمهتمين بعلم الفلك. من بين هذه الكواكب، يتألق كوكب Kepler-1344 b بوجوده البعيد في الفضاء، حيث يتسم بخصائص ملفتة وغنية.
بدايةً، يتميز Kepler-1344 b بمسافة فاصلة تبلغ 2786.0 سنة ضوئية عنا، مما يجعله يتخطى حدود نظامنا الشمسي القريب ويتواجد في منطقة بعيدة تمامًا. ورغم بُعد هذه المسافة، يظهر هذا الكوكب بوضوح في سماء الليل، إذ يصل توهجه النجمي إلى 14.192 درجة. هذا اللمعان البسيط يضفي على المراقبين الأرضيين فرصة فريدة لاستكشاف العوالم البعيدة والمجهولة.
وفيما يتعلق بخصائصه الفيزيائية، يُصنف Kepler-1344 b ككوكب فائق الأرض، وهي فئة تتميز بحجم أكبر من الأرض وتكوينٍ جيولوجيٍ متنوع. يُعزى ذلك إلى مضاعف كتلته الذي يبلغ 4.04 مرات كتلة الأرض، مما يضعه في فئة الكواكب الضخمة ذات الجاذبية القوية. ولتوضيح أبعاده، يعادل نصف قطره 1.84 مرات نصف قطر الأرض، ما يبرز التباين الكبير في الأحجام بين هذا الكوكب وعالمنا.
تتعدد الخصائص الفلكية لـ Kepler-1344 b، حيث يتحرك حول نجمه الأم بمسافة تُقدر بـ 0.0568 وحدة فلكية. ويستغرق الكوكب فقط 0.013141684 عام لاستكمال دورة كاملة حول نجمه، مما يظهر بوضوح الديناميات الفلكية المعقدة التي تحكم حركته الدورية. بالإضافة إلى ذلك، يتميز Kepler-1344 b بتمركز مداري متماثل، إذ يبلغ التمدد المداري للمدار الذي يسلكه حول نجمه الأم حوالي صفر.
أما عن أسلوب اكتشافه، فقد تم العثور على Kepler-1344 b باستخدام طريقة العبور الكوني، حيث يتم رصد تغييرات في سطوع النجم الأم عندما يعبر الكوكب أمامه. هذه التقنية الدقيقة تمكن العلماء من استنتاج وجود الكوكب وتحديد بعض من خصائصه بدقة فائقة.
في الختام، يشكل Kepler-1344 b إضافة مثيرة إلى قائمة الكواكب الفائقة والمثيرة للاستكشاف، حيث يستمر العلماء في توسيع آفاقهم في فهم الكواكب البعيدة والأنظمة الشمسية البعيدة.