في سماء اللانهاية، حيث يتلألأ النجوم بأنوارها الساحرة، تكمن أسرار عديدة عن الكواكب والفضاء تنتظر اكتشافها وفحصها بعيون العلماء الفضائيين الباحثين. واحدة من هذه الكواكب الغامضة هي Kepler-130 d، الكوكب الذي ينتمي إلى عالم الأرضيات الفائقة، حيث تتداول حول نجمها الأم Kepler-130 بأناقة تاركة لنا آثارًا من عبورها في أمام نجمها الأم.
تحمل Kepler-130 d اسماً يُلهم الخيال ويثير الفضول، فتلك الحرفين الرقميين يخبئان العديد من الأسرار حول هذا الكوكب البعيد. يقع Kepler-130 d على بُعد يبلغ 1033.0 سنة ضوء من الأرض، مما يجعلها كوكبًا يبتعد عنا في فلك الكون اللامتناهي. يظهر نجمها الأم بلمعان ضعيف بمقدار 11.572 درجة نجومية، ما يضفي عليها لمسة من الغموض والسحر.
هذا الكوكب، الذي يُصنف كـ “سوبر أرض”، يتسم بخصائص فريدة تجعله يبرز في عالم الكواكب الخارجية. تم اكتشاف Kepler-130 d في عام 2014، حيث كشفت تقنية العبور (Transit) عن أثر تعامدها أمام نجمها الأم. ومن هنا ننغمس في تفاصيل هذا الكوكب الغامض والذي يبدو أنه يحمل أسرارًا تنتظر الكشف عنها.
بالنسبة لخصائصه الفيزيائية، يتسم Kepler-130 d بكتلة تعادل 3.33 مرة كتلة الأرض، وهو مؤشر على وجود تباين بارز في الكتلة بينه وبين كوكبنا الأم. يتمتع بقطر يُضاعف 1.64 مرة قياسياً من قطر الأرض، ما يعكس تنوعاً في بنيته الجيولوجية والجيوفيزيائية. تتميز مداره بشكل خاص، إذ يتمثل في نصف قطر مداري يبلغ 0.377 وفترة دوران حول نجمه تمتد لـ 0.23956195 سنة، ما يعكس دورة سريعة ومدارًا متميزًا.
عنصر الشذوذ (Eccentricity) في مدار Kepler-130 d يثير الاهتمام، حيث يبلغ قيمة 0.8، مما يشير إلى مدار غير دائري وانحراف ملحوظ عن الشكل الدائري التقليدي لمدار الكواكب. وباستخدام تقنية العبور، تمكن العلماء من رصد هذا الكوكب البعيد والكشف عن حركته المتغيرة.
يعكس اكتشاف Kepler-130 d بأكمله تقدمًا كبيرًا في مجال دراسة الكواكب خارج نظامنا الشمسي، ويفتح أبواب الاستكشاف لفهم أعماق الفضاء وتاريخ الكواكب وتكوينها. إن Kepler-130 d ليس مجرد كوكب بعيد، بل هو عالم مثير يستحق أن نلقي نظرة عن كثب على أسراره وغموضه، وربما ستكون هذه النظرة هي بداية استكشافات جديدة في عالم الكواكب البعيدة والغامضة.