في سماء الكون اللامتناهي تتلألأ نجوم لامعة تروي حكايات مدهشة عن الكواكب والفضاء الذي يحيط بها. ومن بين هذه النجوم الساطعة، نظرة عن كثب نجدها Kepler-126، حيث تكمن في أعماق السماء بريقها الخاص. وفي هذا الإطار الفلكي الساحر، تظهر أمام عيون المستكشفين الفضائيين إحدى ألغاز الكون، الكوكب Kepler-126 d، الذي يعد واحدًا من الأجرام السماوية الفريدة والمذهلة.
إن Kepler-126 d يتألق في سماء الفضاء على بُعد يقدر بحوالي 774 وحدة فلكية من الأرض، حيث يتربع كجوهرة فلكية تستحوذ على انتباه المستكشفين بسحرها الفريد. ورغم بعده الكبير، يظل تأثيرها الجاذب واضحًا ويشكل تحديًا فلكيًا يدفع العقول البشرية للتفكير في أسرارها وغموضها.
إن سطوع Kepler-126 d يُقدر بحوالي 10.505 درجة حسب المقياس الفلكي للسطوع الظاهري، مما يجعلها واحدة من الكواكب اللامعة التي تشكل نقطة ضوء متلألئة في قمم السماء. وفيما يتعلق بنوعها، يُصنّف هذا الكوكب الغامض ككوكب من نوع “نبتوني”، حيث يشبه في خصائصه الكوكب نبتون في نظامنا الشمسي.
تم اكتشاف Kepler-126 d في عام 2014، وهو اكتشاف يضيف إلى سجل الإنجازات الفلكية البشرية. ومع كل عامل زمني، تتكشف المزيد من الأسرار حول هذا الكوكب الفضائي، مما يعزز فهمنا للكون وطبيعته الغامضة.
من الناحية الفيزيائية، يتمتع Kepler-126 d بمعامل كتلة يبلغ حوالي 6.8 مرات كتلة الأرض، مما يجعله كوكبًا يحمل عبءًا كبيرًا يستحق الاهتمام والدراسة العميقة. وعند مقارنته بالأرض، نجد أن نصف قطره يعادل حوالي 0.223 نصف قطر المشتري، مما يجسد التنوع الكبير في الخصائص الفيزيائية لهذا الكوكب.
في محيطه الفلكي، يدور Kepler-126 d حول نجمه الأم بمسافة تُقدر بحوالي 0.448 وحدة فلكية، ويستغرق فترة دورانه حول النجم حوالي 0.27460644 يومًا، ما يعكس سرعة حركته وتأثير الجاذبية في عالمه الفلكي الخاص.
تزيد ملامح Kepler-126 d من التعقيد الفلكي، حيث تظهر بميل بسيط يبلغ حوالي 0.02، مما يجسد الشكل البيضاوي الخفيف لمداره حول نجمه الأم. وكما يفصح عن طريقة اكتشافه، تم رصد Kepler-126 d باستخدام أسلوب العبور (Transit)، حيث يلاحظ المستكشفون انخفاضاً في سطوع النجم عندما يمر الكوكب أمامه، ما يشكل دليلاً فعّالاً على وجوده وحركته الدورية.
في الختام، يظهر Kepler-126 d كلوحة فنية فلكية تجسد التحديات والغموض في الفهم البشري للكون. تأمل الأعين في سماء Kepler-126، حيث تكمن أسرار الكواكب والفضاء، وحيث يتقاطع الفضول والمعرفة في رحلة مستمرة نحو الأفق اللامتناهي.