في مهمة استكشاف الفضاء اللامتناهي، تبرز الكواكب خارج مجموعتنا الشمسية كمصدر رهيب للإلهام والتساؤلات. تلك العوالم البعيدة التي تدور حول نجوم أخرى، تنقلنا إلى عوالم غامضة قد تكون بيئات محتملة للحياة أو تكون مكانًا لظواهر فلكية فريدة. في هذا السياق، نتجه إلى كوكب خاص يدعى Kepler-1073 d، الذي أثار اهتمام العلماء والمستكشفين الفضائيين.
Kepler-1073 d يقع على بعد حوالي 2642.0 سنة ضوئية عن الأرض، مما يجعله عضوًا في السحابة الفائقة للكواكب البعيدة. يظهر لنا هذا العالم البعيد كنجم خافت في السماء، حيث يبلغ التألق النجمي له 14.749 درجة. يُصنف Kepler-1073 d ككوكب فائق الأرض، وهو ينتمي إلى فئة الكواكب الضخمة التي تتجاوز في حجمها الكواكب الأرضية العادية.
تم اكتشاف Kepler-1073 d في عام 2021، وهو إضافة حديثة إلى قائمة الكواكب المعروفة. يتميز هذا الكوكب بخصائص فريدة، إذ يتضح أن كتلته تعادل 2.82 مرة كتلة الأرض، مما يجسد تحديًا هائلاً للفهم الحالي لتكوين الكواكب وتوزيع الكتل في الكون. بالنسبة للقطر، يظهر Kepler-1073 d بقطر يضاهي 1.488 مرة قطر الأرض، مما يجلب نظرة عن كثب إلى بنيته الداخلية وتكوينه.
فيما يتعلق بحركته حول نجمه، يدور Kepler-1073 d على بعد حوالي 0.0352 وحدة فلكية، ويتميز بفترة دوران قدرها 0.0068446267 سنة. على الرغم من أنه يظهر لنا أنه لا يظهر أي انحراف في مداره، إذ يبلغ التشوه المداري (الانحراف عن الشكل الدائري) صفر، إلا أن هذا يعزز فهمنا لتشكل النظم الكوكبية وتنظيم حركة الكواكب حول نجومها.
تم اكتشاف Kepler-1073 d باستخدام طريقة العبور (Transit)، حيث يتم رصد انخفاض طفيف في السطوع النجمي عندما يمر الكوكب أمام نجمه. هذه التقنية الدقيقة تسمح للعلماء بتحليل خصائص الكواكب بدقة، مما يسهم في توسيع معرفتنا بالكواكب البعيدة وتنوعها.
إن Kepler-1073 d يمثل نافذة إلى عالم آخر، حيث يتحد الغموض والإثارة لتشكيل صورة مدهشة للكواكب البعيدة. يظهر لنا هذا الكوكب كتحفة فلكية تسهم في تفاعلنا اللامتناهي مع الفضاء الخارجي وتحديات الاستكشاف الفضائي في سبيل فهم أعماق الكون.