استكشاف كوكب Kepler-106 c

في أعماق الفضاء اللامتناهي، تتألق نجمة Kepler-106 ببريقها الخافت في سماء الكون، وفي هذا النظام النجمي البعيد يكمن سرّ كوكب غامض يُعرف باسم Kepler-106 c. يتربع هذا الكوكب على بعد يصل إلى 1449.0 سنة ضوئية من الأرض، حيث يشكل جزءًا من تلك العوالم البعيدة التي تتناغم في سكون الكون.

لامعٌ في لونه الفاتح، تكشف النجمة الأم Kepler-106 عن سحرها في سماء المجرة، ورغم بريقها الذي يبلغ 12.923 درجة نجمية، إلا أنها تبدو كنقطة باهتة بين نجوم الليل المتلألئة. إن تألقها يخفي وراءه أسرار الفضاء البعيد والكواكب التي تتحرك حولها.

وهنا، في هذا المجال الفلكي، نكتشف Kepler-106 c، وهو كوكب من فئة “Super Earth”، أي أرض فائقة، حيث يكمن سرّ هذا الكوكب في تفاصيله الفريدة التي تثير فضول عقول العلماء ورواد الفضاء. تم اكتشافه في عام 2014 باستخدام أسلوب العبور “Transit”، الذي يتيح للباحثين رصد تأثير مرور الكواكب أمام نجومها الأم والكشف عن آثار هذا المرور.

السمة الملفتة لهذا العالم الغامض هي كتلته المتعددة، حيث يبلغ مضاعف كتلته 10.44 مرة قياس كتلة الأرض. هذا يشير إلى أنه كوكب ذا كتلة ضخمة تجاوزت بكثير كتلتنا الأرضية. ولكن هنا يظهر التفوق الإبداعي للباحثين الذين اكتشفوه، إذ يتميز Kepler-106 c بشكل لافت بقطر معين مقداره 0.223 مضاعف قياس قطر المشتري. يعني ذلك أنه، على الرغم من كتلته الكبيرة، يظل لديه حجم يشبه بشكل ملحوظ الأرض.

فيما يتعلق بمداره، يدور Kepler-106 c حول نجمه الأم على بعد يبلغ 0.1096 وحدة فلكية، ويستغرق فترة دورانه حول هذا النجم حوالي 0.037234772 سنة، وهو ما يشير إلى سرعة دورانه النسبية وقربه الكبير من نجمه الأم.

عند النظر إلى خصائص المدار، نجد أن Kepler-106 c يتسم بعدم انحراف في مداره، إذ يبلغ معامل الشذوذ (eccentricity) 0.0، مما يعكس استقراره البارز في مداره حول نجمه.

إن اكتشافات مثل Kepler-106 c تضيء لنا مسارات الكواكب وتفاصيلها الفريدة، وتطرح تساؤلات حول الحياة والظروف الممكنة لوجودها في هذه الأماكن البعيدة. وهكذا، يترك لنا Kepler-106 c آثارًا غامضة في كتاب الفضاء، مشيرًا إلى تعقيدات الكون وروعته المستمرة.