في أعماق السماء، تتلألأ نجوم لامعة تروي قصصًا فلكية مدهشة، ومن بين هذه النجوم المتلألئة تبرز Kepler-1022، نظام نجمي يتسم بالغموض والتفرد. يقع كوكب Kepler-1022b ضمن هذا النظام، حيث يحمل معه أسرار عديدة تجعله محط اهتمام العلماء والباحثين في علم الفلك.
تم اكتشاف كوكب Kepler-1022b في عام 2016، حيث فتحت هذه الاكتشافات الباب أمام استكشافات جديدة تتعلق بتكوين الكواكب خارج نظامنا الشمسي. يقع Kepler-1022b على بُعد يبلغ حوالي 1370 سنة ضوئية من الأرض، وهو يتألق بلمعان متواضع بلغت قيمته 15.758 في المقدار المطلق للسطوع النجمي.
من الناحية الفيزيائية، يتميز Kepler-1022b بأنه من نوع “نبتوني المشابه”، ما يعني أنه يحمل خصائصًا تشبه تلك التي يتمتع بها كوكب نبتون في نظامنا الشمسي. واحتلال Kepler-1022b هذا التصنيف يلقي الضوء على التنوع الكبير الذي نجده في الكواكب المكتشفة خارج حدود نظامنا الشمسي.
لفهم البُعد الفيزيائي لهذا العالم البعيد، يجب أن نلقي نظرة على خصائصه الكمية. يعادل كتلة Kepler-1022b حوالي 6.17 مرة كتلة الأرض، مما يعكس طبيعته الضخمة بالمقارنة مع عالمنا الأرضي الصغير. أما بالنسبة للقطر، فيعادل قطره نحو 0.211 قطر الكوكب المشتري، الذي يُعد قياسًا مهمًا لتحديد حجم الكواكب خارج نظامنا.
تتداول Kepler-1022b حول نجمه الأم، حيث يبلغ نصف قطر المدار الذي يسلكه حوالي 0.0805 وحدة فلكية. وتستغرق فترة دورانه حول نجمه حوالي 0.030116359 سنة، ما يعكس سرعته العالية في السير على مداره.
رغم أن تركيبة Kepler-1022b تظهر بأنه لا يتميز بتغيرات في مساره المداري (استدارة صفرية)، فإن وسيلة اكتشافه كانت من خلال طريقة العبور أو الترانزيت. هذا يعني أنه عندما يمر الكوكب أمام نجمه، يحجب جزءًا من ضوء النجم، مما يسبب انخفاضاً طفيفًا في السطوع يمكن قياسه من الأرض.
في النهاية، يمثل كوكب Kepler-1022b نافذة مشرقة إلى عوالم لا تعد ولا تحصى في الكون، حيث تتحد العلوم الفلكية والرصد الفضائي لفتح ذلك الستار عن أسرار تشكل وتطور الكواكب خارج نطاق الشمس.