في أعماق السماء، يتلألأ كوكبٌ آخر يضاف إلى سجلات الفضاء اللامتناهي، ويرتبط اسمه بسحر الكواكب البعيدة والأماكن الفلكية المجهولة. يُعرف هذا العالم الغامض باسم “كيبلر-100 دي”، وهو جزء من مجموعتنا الشمسية الواسعة التي تحمل في طياتها أسرار الكون.
بعد أن أمضى طوال العصور في مسيرته حول النجم الذي يعتبر بوابة الحياة له، يتميز كوكب Kepler-100 d بموقعه البعيد الذي يبعده عنا بمسافة تبلغ حوالي 994.0 سنة ضوئية. يبدو وكأنه نجم براق في سماء الليل، حيث تظهر لنا تألقه الخافت بدرجة 11.055 في مقياس اللمعان النجمي.
وكما يوحي اسمه، يعتبر Kepler-100 d من فئة الكواكب الضخمة المعروفة باسم “الأرض العظيمة”، والتي تحمل في طياتها أبعادًا هائلة تفوق تلك الموجودة في عالمنا الخاص. فقد أظهرت الدراسات أن كتلته تعادل ثلاث مرات كتلة الأرض، مما يجعله واحدًا من العمالقة في عالم الكواكب الخارجية.
ومن الناحية الهيكلية، يبرز Kepler-100 d بقطر يزيد عن قطر الأرض بنسبة 1.61، مما يجسد تنوعًا لافتًا في تكوينه الجغرافي. يتوسط هذا العملاق السماوي الفضاء على بُعدٍ يبلغ 0.2143 وحدة فلكية من نجمه، ويحتاج إلى فترة قدرها 0.09664613 يومًا ليكمل دورته الشمسية.
ما يلفت النظر أكثر في رحلة اكتشاف Kepler-100 d هو الطريقة الفذة التي تم بها اكتشاف هذا الكوكب البعيد. فقد تم رصده عن طريق تقنية العبور أثناء مروره أمام نجمه الأم، حيث قام بتخفيض لمعانه بشكل متكرر ودقيق. هذا الاكتشاف الرائع ترافقت مع العديد من الأسئلة حول خصائصه وتأثيراته على البيئة المحيطة به.
وبهذا يضيء كوكب Kepler-100 d مشهد الفضاء بألوانه الفاتنة، مكرسًا قصة جديدة في سجلات الفلك والفضاء.