في سماء اللانهاية تتلألأ نجمة صغيرة تعرف باسم KELT-6، وعلى بُعد يبلغ 785 سنة ضوئية من كوكبنا الأرض، تكمن عالمٌ مدهشٌ يتنقل في فضاء الكون بأناقة لافتة. هذا العالم الفريد يعرف بالكوكب KELT-6 c، وهو عملاق غازي ينتمي إلى فصيلة الكواكب العملاقة التي تنعدم جاذبيتها السطحية، مما يمنحها طابعاً خاصاً في سماء الفضاء.
اكتشف هذا الكوكب الرائع في عام 2015، عن طريق طريقة الكشف بالسرعة الشعاعية، حيث أظهرت القراءات الدقيقة للانزياح الطيفي للنجم KELT-6 تغيرات دورية تشير إلى وجود جسم كبير يدور حول هذا النجم. وبفضل هذه الابتكارات التكنولوجية، استطاع العلماء الكشف عن أسرار هذا الكوكب البعيد والغامض.
بالنظر إلى خصائصه الفريدة، يتميز KELT-6 c بكتلة متعددة تعادل 3.71 مرة كتلة المشتري، العملاق الغازي السائد في نظامنا الشمسي. كما يبرز حجمه الضخم بزيادة نسبية تبلغ 16% مقارنةً بمشتري، مما يمنحه وجوداً لافتاً في سماء هذا النظام البعيد.
تتميز المدارات الكوكبية لـ KELT-6 c بتنوعها البارز، حيث يتحرك حول نجمه الأم، KELT-6، على بُعد يبلغ 2.39 وحدة فلكية. تستغرق فترة دورانه حوالي 3.5 سنة، ما يجعله يعيش في عالم ذي حياة طويلة ومثيرة للفضول. كما تظهر نسبة الانحراف المداري بلغت 0.21، ما يشير إلى تشوج فضائي يضفي سحراً إضافياً على هذا الكوكب العملاق.
رغم بُعده الكبير عنا، يبقى KELT-6 c مصدر إلهام للعلماء والفضوليين على حد سواء. إن اكتشاف هذا الكوكب يمثل نافذة فريدة نتطلع من خلالها إلى غموض الكون وتنوعه. يعتبر KELT-6 c نموذجاً حياً للتفاعلات الكونية المعقدة والتكوينات الفلكية الفريدة التي تعزز فهمنا للكون وأسراره المتعددة.