في سماء الكون اللامتناهي تتلألأ نجومٌ بألوان متنوعة، وفي إحدى هذه الزوايا البعيدة من الفضاء تكمن كواكبٌ غامضة، تنادينا لاستكشاف أسرارها وتفاصيلها الفلكية. تعد كوكب KELT-6 b واحدة من هذه الكواكب الفريدة التي تتداول حول نجمها الأم، وتمثل قصة مثيرة في عالم علم الفلك.
تبلغ المسافة التي تفصلنا عن هذا العالم الغامض حوالي 785 سنة ضوئية، حيث يظهر في سماء الليل كنقطة باهتة تضيء محيط اللانهاية الفضائية. نجم KELT-6، الذي يتلألأ بسطوع فلكي يبلغ حوالي 10.371، يشكل خلفية لهذا الكوكب العملاق.
تمثل KELT-6 b إحدى أنواع الكواكب التي تُعرف بالعمالقة الغازية، حيث يكسو سطحها الخارجي طبقة سميكة من الغازات المتنوعة. تم اكتشاف هذا العملاق الغازي في عام 2014، مما أضاف لسجلات الفلك مكونًا جديدًا لتلك الأجرام السماوية الرائعة.
إذا كنا نتحدث عن الخصائص الفيزيائية لهذا الكوكب، نجد أن كتلته تعادل حوالي 0.52 مرة من كتلة المشتري، العملاق الغازي الأكثر شهرة في نظامنا الشمسي. وبالنسبة لقطره، يبلغ ضعف قطر المشتري، حيث تندرج تفاصيله ضمن قائمة الظواهر الكونية الفريدة.
يتجسد زمن دوران KELT-6 b حول نجمه الأم في فترة تبلغ حوالي 0.021355236 يومًا، مما يعكس سرعة دورانه السريعة حول المحور. ورغم قربه الشديد من نجمه، يتمتع هذا الكوكب بمسافة دورانية قدرها 0.07939 وحدة فلكية، تعكس ترتيبه الفلكي البعيد.
تضيف لمسة من الغموض والتميز الشديدة ارتفاع الشذوذ المداري لهذا الكوكب، حيث يبلغ ارتفاع الشذوذ المداري الخاص به حوالي 0.22. هذا الرقم يبرز التشويه الطفيف في مداره حول نجم KELT-6، مما يجعله أكثر إثارة واستثنائية.
تم استخدام أسلوب اكتشاف العبور الكوكبي لرصد KELT-6 b، حيث يلاحظ المراقبون تغيرات طفيفة في سطوع النجم عندما يمر الكوكب أمامه. هذا الأسلوب الدقيق يساعد في تحديد خصائص الكواكب البعيدة وتوفير فهم أعمق لطبيعتها.
بهذا يكون KELT-6 b قد أضاءت السماء بإضافة فريدة إلى كتالوج الكواكب البعيدة. إنها رحلة استكشاف فلكية تشد الأنظار، حيث تظهر لنا نوافذ جديدة إلى جماليات الكون وألغازه اللامتناهية.