في سماء الفضاء اللامتناهي، حيث يتناثر النجوم والكواكب كالجواهر اللامعة، نجد أنظمة فلكية مدهشة تعكس جمال وتعقيد الكون. ومن بين هذه الأنظمة، يبرز كوكب KELT-16 b ككوكب غازي عملاق يستحوذ على اهتمام علماء الفلك والباحثين في علم الكواكب.
يتميز كوكب KELT-16 b بموقعه البعيد الذي يبلغ تقريباً 1450 سنة ضوئية عنا، ما يضفي عليه بعدًا فلكيًا يتجاوز حدود مجرتنا اللبنانية. تظهر لنا هذه البعدانية كلوحة خلّابة تجسد مدى اتساع الكون وتعقيد تفاعلاته المذهلة.
وعند النظر إلى اللمعان النجمي، يظهر لنا نجم KELT-16 الذي يتألق بسطوع يبلغ 11.717 درجة. إن هذا السطوع الكامن يضفي على السماء لمسة من الرونق والجمال، ويشير إلى وجود نظام كوكبي مثير للاهتمام يتألف من هذا النجم وكوكبه KELT-16 b.
يتألق KELT-16 b بوصفه عملاقًا غازيًا، حيث يمتلك مضاعف كتلة يبلغ 2.75 مرة كتلة المشتري. ومع هذا التنوع في الكتلة، يبرز الكوكب بشكل ملحوظ في هذا النظام الفلكي. إذ يظهر حجمه الضخم بفضل نسبة نصف قطر تبلغ 1.415 مرة نصف قطر المشتري. هذا يمنحنا لمحة عن طبيعة الكوكب وبنيته الفريدة التي تتمثل في كرة غازية تتدفق في الفضاء.
تم اكتشاف كوكب KELT-16 b في سنة 2017، وهي فترة زمنية تعكس التطور الرهيب الذي يشهده مجال الفلك وتقنيات الرصد الحديثة. وباستخدام أسلوب الكشف عن العبور (Transit)، تمكن العلماء من رصد تأثير مرور هذا الكوكب الضخم أمام نجمه المضيء KELT-16. إن هذا الأسلوب الرائع يسمح للباحثين بفحص خصائص الكواكب وتحديد معلماتها بدقة.
وعند النظر إلى مدار KELT-16 b، نجد أنه يتميز بشكل مثير بقربه الكبير من نجمه الأم، حيث يبلغ نصف قطر المدار حوالي 0.02044 وحدة فلكية. ويتسارع الكوكب حول نجمه بفترة دوران تقدر بحوالي 0.0027378509 سنة، ما يعكس سرعته الفلكية الكبيرة وحيويته في هذا النظام الفلكي.
تكمن الجمالية في استكشاف كواكب مثل KELT-16 b في قدرتها على إلهام الباحثين والمهتمين بعلم الكواكب. إن هذا العالم المدهش والذي ينبض بالحياة والألغاز يظل مصدر إلهام للبشر، مدفوعين بفضولهم الأزلي لفهم أعماق الفضاء وأسرار الكون اللامتناهي.