في إحدى أركان الكون، تتلألأ نجمة صغيرة ببريق مخفي يعكس أسرار الفضاء اللامتناهي، وفي هذا السياق الساحر، تظهر كوكبٌ جديدٌ للعيون الفضائية، يُطلق عليه اسم K2-95 b. يندرج هذا الكوكب البعيد ضمن فصيلة الكواكب العملاقة الشبيهة بكوكب نبتون، ويتمتع بمواصفات فريدة تكشف عن تنوع وتعقيد الأجرام السماوية.
بعيدًا عن الأعين البشرية، يتمتع K2-95 b بموقع فلكي يبلغ 587.0 سنة ضوئية عن الأرض، مما يجعله عضوًا في تجمعات الكواكب البعيدة حيث يتلاقى الفضاء والزمان. ورغم أن لمعان نجمه الأم تظهر ببريق مُتوسط بلغت قيمته 17.236، إلا أن K2-95 b يظهر كنقطة ضعيفة في سماء الليل، متنقلاً بين الظلال الكونية كنجمٍ فانتومي.
معلومات استكشاف K2-95 b تعود إلى عام 2016، عندما قامت البعثة الفضائية برصد طفيف في سطوع نجم K2-95، مشيرةً إلى وجود كوكب يعبر أمامه بانتظام. هذا الاكتشاف الرائع يلقي الضوء على تقنيات الرصد والتحليل التي تمكننا من استكشاف أسرار الكواكب البعيدة والتفاعلات الرهيبة داخل الأنظمة النجمية.
فيما يتعلق بخصائص K2-95 b، يتسم هذا الكوكب بكتلة تعادل 11.0 مرة كتلة الأرض، مما يجعله كوكبًا ذا كتلة هائلة يعتمد على قوى الجاذبية الفائقة. ولتوضيح الأبعاد، فإن نصف قطره يعادل 0.295 نصف قطر الكوكب المشهور جوبيتر، مما يمنحه طابعًا فريدًا يشبه إلى حد كبير كواكب المجموعة الشمسية العملاقة.
يدور K2-95 b حول نجمه الأم بمسافة قدرها 0.0525 وحدة فلكية، ويستغرق فقط 0.027652293 يومًا لاكتمال دورته الدورية حول النجم، مما يجعله كوكبًا ذا دورة حياة سريعة ومثيرة. وبالإضافة إلى ذلك، يظهر K2-95 b بطابع مداري غير تقليدي، حيث يبلغ انحرافه المداري 0.16، مما يُضفي عليه لمسة فنية وتكوينًا فريدًا في عالم الكواكب البعيدة.
وفيما يخص وسيلة اكتشافه، تمت الرؤية الأولى لـ K2-95 b عن طريق تقنية العبور (Transit)، حيث تم اكتشافه عبر قياس التغيرات الطفيفة في سطوع نجمه الأم أثناء مرور الكوكب أمامه. هذا الأسلوب المبتكر في الرصد يسهم في توسيع آفاق الاكتشافات الفلكية والتفاعلات السماوية.
إن K2-95 b، هذا العالم البعيد المليء بالغموض، يستحق الاهتمام والدراسة المستمرة، فقد يحمل في طياته أسرارًا جديدة حول تطور الكواكب وتشكيلها، ويمثل نافذة إلى عالم الكون البعيد الذي لا يزال يحمل لنا العديد من الألغاز والمفاجآت.