في نطاق لامتناهي من الفضاء وبين مجرات ونجوم لا تُحصى، يظهر كوكب K2-83c كنقطة صغيرة عابرة في هذا الكون الواسع والمجهول. يقع هذا الكوكب في نظام نجمي بعيد يطلق عليه اسم K2-83، ويرتبط بنجمه الأم البعيد برابط جاذبي يعكس جمال وتعقيد الظواهر الفلكية.
تم اكتشاف K2-83c في عام 2016 عندما ألقى عليه العلماء النظر لأول مرة باستخدام طريقة الكشف عن الكواكب عبر العبور (Transit)، أحد أساليب استنباط الكواكب من خلال قياس تأثيرها على إشعاع النجم الأم عندما تمر أمامه. وكما تظهر الأمور، كان لديهذا الكوكب الفضولي انحراف بسيط في مداره حيث يتبع مسارًا بشكل بيضاوي بفعل التحول الكوني الذي يشهده هذا النظام.
بالنظر إلى المعلومات الكمية، يتبادل K2-83c مع نجمه الأم الذي يمتاز بلمعانه بالمقدار 14.522 مغناطيسيًا، مما يضعه ضمن قائمة النجوم المعتمة والخافتة. كما يتميز هذا الكوكب بكونه “سوبر أرض”، ما يعني أنه يملك خصائص تشبه الأرض إلى حد كبير، ولكن بعض الاختلافات قد تكون ملحوظة.
عندما نتناول البعد الفلكي، نجد أن K2-83c يبعد عنا بمسافة تقدر بحوالي 409 وحدة فلكية، مما يجعله يتراجع في عمق الكون وراء سحابة من المسافات الفلكية الهائلة. رغم أنه قد يظهر بعيدًا، إلا أن هذا الكوكب يحمل في جعبته أسرارًا وظواهر لا يُمكن تصورها إلا من خلال عقول الباحثين والعلماء المتخصصين في علم الفلك.
ومن ناحية أخرى، ينتظرنا تحدي آخر في فهم هذا العالم الغريب، حيث يشير معامل الكتلة والشعاع النوعي للكوكب إلى أن لديه كتلة تعادل 2.8 مرة كتلة الأرض، ونصف قطر يعادل 1.483 مرة نصف قطر الكوكب الأزرق.
لا يقتصر إثارة K2-83c على طبيعته الفلكية فحسب، بل يعتبر التنوع في معلوماته عن المدار والفترة المدارية والتابعة له معامل البعد الحيوي لفهم نظامه النجمي. يدفعنا الفضول إلى استكشاف المزيد وفهم القوانين التي تحكم هذا العالم البعيد، فقد يكون هذا الكوكب الصغير نافذة إلى أسرار لا نهاية لها في عالم الفضاء اللامتناهي.