عندما نتجول في سماء الليل ونسافر عبر الفضاء اللامتناهي، نجد أنه يتخللها عجائب وغموض لا حصر لهم. إحدى هذه العجائب تكمن في كواكب النظام الشمسي وخارجه، ومن بين هذه الكواكب المثيرة للفضول والاستكشاف تبرز كوكب يُعرف بإسم K2-8 b.
يتوسط هذا العالم الفضائي الغامض الفراغ الذي يبلغ مسافة 1316.0 سنة ضوئية عنا، ويظهر في السماء كنقطة ضعيفة مع تصنيف نجمي يبلغ 14.801 درجة من حيث السطوع. تم اكتشاف هذا الكوكب الرائع في عام 2015، حيث كشفت عمليات الرصد الدقيقة عبر أساليب العبور (Transit) عن وجوده الساحر.
إن K2-8 b ينتمي إلى فئة الكواكب العملاقة الغازية المشابهة لكوكب نبتون في نظامنا الشمسي. تتسم هذه العملاقات بأحجام هائلة وتكوينات غازية غامضة. وفي حين أن كوكبنا الأزرق يظل مثار فضول الإنسان، إلا أن K2-8 b يأخذنا في رحلة فريدة نحو فهم أعماق الفضاء.
ومن الملفت للنظر أن كتلة K2-8 b تفوق كتلة الأرض بمضاعف قدره 12.5، مما يجعله كوكبًا ثقيل الوزن يتربع على مرتبة فريدة في هذا الكون الواسع. وعندما نتحدث عن قطره، يكون أصغر من قطر المشتري بنسبة 0.319، مما يجسد الاختلافات الهائلة في أحجام الكواكب المتنوعة.
تمتد مدارات K2-8 b حول نجمها الأم بمعدل يبلغ 0.0856 وتتكرر رحلتها حوله بفترة تبلغ 0.028473647 سنة، مما يكشف عن حركة دقيقة ودوران فائق الإتقان. ورغم أن الكواكب في هذا النظام لا تظهر تميلًا ملحوظًا في مداراتها، فإن تلك الدقة في الحركة تعكس الدقة الفنية والهندسية التي تعود إليها عمليات الاكتشاف والمراقبة في علم الفلك.
إن K2-8 b يظهر كجوهرة نادرة في سماء الليل، حيث يتميز بخصائص فريدة تثير العديد من التساؤلات حول كيفية تكوينه وتطوره في هذا الكون الفائق الغموض. وبفضل الجهود المتواصلة في مجال الفلك، نتعرف على مزيد من الألغاز والأسرار التي تحيط بهذا الكوكب البعيد، مما يفتح أبواب الاكتشاف المستقبلي لتفهم أعماق الكون وغموضه اللانهائي.