في نطاق الفضاء اللامتناهي الذي يعج بالألغاز والتحديات، نجد أنفسنا أمام كوكب جديد يثير فضول العلماء والمهتمين على حد سواء. إنه كوكب K2-62 b، وهو جزء من النظام الشمسي البعيد K2-62 الذي يتألف من نجم يحمل درجة لمعان تبلغ 12.391، يتألق في سماء الليل كنقطة باهرة تشكل تحديًا لاكتشافه.
تم اكتشاف هذا الكوكب البعيد في عام 2016، حيث كشفت التقنيات الفضائية عن وجوده أثناء مراقبة حركة النجوم. يبلغ المسافة التقريبية بين كوكب K2-62 b والأرض حوالي 367.0 سنة ضوئية، مما يعزز تعقيد رحلة استكشافه.
يتميز K2-62 b بصفات تجعله فريدًا في عالم الكواكب البعيدة. يظهر الكوكب بشكل لافت ككوكب من نوع نبتوني، حيث يشترك في العديد من الخصائص مع كوكب نبتون في نظامنا الشمسي. يتمثل تشابه الكوكب بهذا النوع في معظم جوانبه، بدءًا من الكتلة وصولاً إلى الشكل العام.
فيما يتعلق بالخصائص الفيزيائية، يتمتع K2-62 b بكتلة تعادل 5.22 مرة من كتلة الأرض، مما يجعله كوكبًا ذا كتلة هائلة تتسم بتعقيدات فريدة. كما يظهر الكوكب بشكل متفرد بنسبة نصف قطر تعادل 2.14 مرة نصف قطر الأرض، مما يبرز تنوعه الفيزيائي ويشير إلى أنه يمكن أن يكون له هيكل داخلي يختلف عن تلك الكواكب الأخرى.
تتميز مدارات الكواكب بتنوعها الكبير، وK2-62 b ليس استثناءً. يدور الكوكب حول نجمه الأم، K2-62، على مدار يبلغ 0.0636 وحدة فلكية. وتستغرق فترة دورانه حول النجم حوالي 0.0183436 يومًا، مما يجعله كوكبًا ذا دورة حياة سريعة ومثيرة للاهتمام.
رغم أن التحليلات الأولية لا تظهر وجود تمدد في مدار الكوكب (eccentricity = 0.0)، يظل هذا العالم البعيد محط اهتمام العلماء الذين يتابعون حركته بدقة لفهم المزيد حول خصائصه وتكوينه.
تم استخدام أسلوب الكشف عن عبور الكوكب أمام نجمه (Transit) كطريقة رئيسية لاكتشاف K2-62 b، حيث يتم قياس تغيرات السطوع في النجم عندما يعبر الكوكب أمامه. هذا الأسلوب الحساس يساعد العلماء على فهم الخصائص الفيزيائية والكيميائية للكواكب البعيدة بطريقة دقيقة ومباشرة.
في الختام، يعتبر كوكب K2-62 b إضافة مثيرة وغامضة لعالم الفضاء، حيث يتيح للعلماء والمستكشفين استكشاف تكوين الكواكب البعيدة وفهم غموض تلك الأجرام السماوية التي تحمل في طياتها العديد من الأسرار والألغاز التي لا تزال تنتظر الكشف عنها في ذلك الكون الواسع.