في رحلتنا المثيرة إلى أبعد الكواكب وأغوار الفضاء، نستعرض معًا أحد الأكوان الساحرة المعروفة باسم K2-5 b. تلك العالمة السماوية التي تتلألأ في سماء الفضاء، تمثل واحدة من التحف الفلكية التي اكتشفت في عام 2015. تجذب انتباهنا هذه الكوكب البعيد بعدة خصائص فريدة، فبعيدًا عنا بمسافة تبلغ 662.0 سنة ضوئية، تظهر كشاهد بعيدة على لوحة الكون.
تتميز K2-5 b بنوع خاص من الكواكب يُعرف بـ “سوبر إيرث”، حيث تتجاوز ميزاته الكواكب الأرضية العادية بشكل ملحوظ. يبلغ التعداد الكتلي لهذا الكوكب حوالي 4.31 مرة من كتلة الأرض، مما يعني أنه يتمتع بكتلة ضخمة تجعله يبرز في سجلات الفضاء. وبالنظر إلى قطره، الذي يعادل 1.91 مرة قطر الأرض، يظهر وكأنه عملاق يتألق في أبعد زوايا الكون.
تدور هذه الجوهرة السماوية في مدار يبلغ نصف قطره 0.0532 وحدة فلكية، وتحتاج إلى حوالي 0.015605749 يومًا لاكتمال دورتها حول نجمها الأم، ما يعني أن لديها عام قصير ومليء بالتحديات الكونية. يكمن سر اكتشاف هذا الكوكب في استخدام أسلوب الكشف عنه من خلال العبور أمام نجمه الأم، حيث يمر أمام النجم ويثير تغييرات طفيفة في الإشعاع الذي يصل إلينا، مما يساعد على تحديد مواصفاته بدقة.
رغم تلك البعد الهائل والظروف الفلكية المعقدة، يبقى K2-5 b واحدًا من الكواكب العديدة التي تلهم فضولنا حيال أسرار الكون. يظل الكون محط أمل وتحدي للباحثين وعشاق الفضاء على حد سواء، حيث يتجلى سحر الكواكب والنجوم في كل زاوية نراقبها، مما يفتح الأفق لاكتشافات جديدة ومثيرة تشد إليها أنظار الباحثين وتوسع آفاق معرفتنا الفلكية.