في سماء اللامحدودة، تبرز نجمة K2-43 كوجه مشرق ينثر أنواره في أفق الكون، وفي رحاب هذا النظام الفلكي المدهش يتلألأ كوكب K2-43 b، ككوكب لامع يحمل في طياته أسرار عديدة تجعله واحدًا من أكثر الكواكب إثارة للفضول البشري.
يندرج كوكب K2-43 b ضمن فئة الكواكب الشبيهة بكوكب نبتون، حيث يتمتع بخصائص تجعله يشبه إلى حد كبير هذا العملاق الغازي في نظامنا الشمسي. يتميز K2-43 b ببُعد فلكي يبلغ 595.0 سنة ضوئية عن الأرض، وهو موقع فلكي يُسهم في توجيه عدسات المراصد الفضائية والتلسكوبات الأرضية نحو هذا العالم الغامض.
بالنظر إلى الخصائص الفيزيائية للنجمة المضيئة التي يدور حولها K2-43 b، نجد أن درجة سطوعها النجمية تصل إلى 15.748 في المقياس المطلق، مما يضفي على المنظومة الفلكية تألقًا خاصًا. اكتشف هذا الكوكب الرائع في عام 2016، حيث فتحت للعلماء نافذة جديدة لاستكشاف أسراره وخصائصه المتنوعة.
ما يميز K2-43 b أكثر هو النسبة الكبيرة لكتلته مقارنة بكتلة الأرض، حيث يبلغ مضاعف كتلته 18.5 مرة مقارنة بكوكبنا الأزرق. يتألق بنصف قطر يعادل 0.402 من قطر المشتري، مما يشير إلى حجمه الكبير الذي يستحوذ على اهتمام الباحثين في علم الفلك.
يدور K2-43 b حول نجمه الأم بمسافة فلكية تبلغ 0.03784، ما يجعله يكمل دورة كاملة حول نجمه في زمن قدره 0.009582478 من السنة الأرضية. يتميز مداره ببعض الشذوذ، حيث يصل إلى 0.07، مما يضيف لهذا العالم الفضائي لمسة من التعقيد والتفرد.
تم اكتشاف كوكب K2-43 b باستخدام أسلوب الكشف عن العبور (Transit)، الذي يستند إلى رصد تغييرات في سطوع النجم عندما يعبر الكوكب أمامه. هذه التقنية الحديثة قادرة على فتح أفق جديد لفهمنا للعوالم البعيدة والغامضة في هذا الكون الواسع.
بهذا الشكل، يندمج K2-43 b في ملحمة الفضاء اللامتناهي، مكنونًا في دواخله الأسرار التي تنتظر الكشف عنها، ويبقى هذا العالم الفلكي المدهش محط أنظار العلماء ورواد الفضاء، مشكلاً جزءًا من تحفة الكون الفريدة التي لا تنضب من المفاجآت والإثارة.