في أعماق الفضاء البعيد، تظهر لنا أمام العيون البشرية أكوان لا نهائية، وفي هذا السياق الفلكي المهيب، يبرز كوكب K2-391 b كجوهرة نادرة تتلألأ في سماء اللامنتهى. يندرج هذا الكوكب ضمن فئة الأرض العظيمة “Super Earth”، حيث يتميز بخصائص فريدة تجعله محط اهتمام العلماء والمحبين لاستكشاف أغوار هذا العالم الفضائي.
تحديداً، يتواجد K2-391 b على بُعد يصل إلى 1657.0 سنة ضوئية من الأرض، في منطقة نائية تكشف عن أسرارها ببطء أمام عيون الفلكيين. وعندما تتجه أنظارنا إلى سماءه، يكون التألق الفاتن للنجم الأم، الذي يظهر بلمعان يبلغ 12.527 درجة من الشدة المغناطيسية الفلكية، هو الركيزة الساطعة التي تنير لنا طريق الاستكشاف.
فيما يتعلق بخصائص K2-391 b، يُعد اكتشافه في عام 2022 إنجازاً علمياً رائعاً، حيث تم اكتشاف هذا الكوكب الغامض بواسطة وسيلة الكشف عن العبور “Transit”، التي تستند إلى رصد الانحراف في سطوع النجم الأم عندما يمر الكوكب أمامه. هذه الوسيلة الدقيقة والفعالة تمكنت من الكشف عن أسرار K2-391 b بشكل لم يكن ليحدث في السابق.
ومن الناحية الفيزيائية، يظهر K2-391 b كعملاق بالنسبة للأرض، حيث يبلغ مضاعف كتلته 2.45 مرة مقارنة بالأرض، مما يجعله يحمل عبءاً فلكياً هائلاً. ولكن الفضول العلمي لا يتوقف هنا، فالنظر إلى نسبة نصف قطره، التي تضاهي 1.371 مضاعف مقارنة بالأرض، يفتح أمامنا أفقاً جديداً من التساؤلات حول طبيعة الكواكب العظيمة وتكوينها.
على الرغم من أن معلومات حول نصف قطر المدار وفترة الدوران لم تكن متاحة (بيانات “nan”)، إلا أن العلماء يواصلون مراقبة هذا العالم الفضائي بشكل دقيق للكشف عن المزيد من أسراره. ورغم تفاوت الظروف البيئية في تلك الأماكن البعيدة، فإن إمكانية وجود حياة أو آثار لها على K2-391 b تظل واحدة من أسرار الكواكب التي تتحدى العقول البشرية.
في الختام، تظهر K2-391 b ككوكب فريد في سماء الفضاء، يجذبنا إلى عالم الاستكشاف والتساؤلات العلمية، وهو يلهمنا لاستكمال رحلتنا في فهم أسرار هذا الكون الواسع والغامض.