في إحدى أركان الكون الواسع، تتلألأ نجمة صغيرة ببريقها الخافت، وفي هذا الفضاء اللامتناهي، يكمن عالم سحري يعج بالكواكب والأجرام السماوية المثيرة. أحد هذه الكواكب، التي تُعرف باسم K2-37 c، تستقر في الفضاء على بعد يبلغ 587.0 سنة ضوئية من الأرض، وتكمن جمالياتها الفلكية في كل تفاصيلها الرائعة.
تمتاز K2-37 c بطابعها الفريد، حيث يتجلى ذلك من خلال سطوعها النجمي الذي يبلغ 12.573 مقداراً، مما يجعلها من الكواكب الضعيفة المشاهدة من الأرض. تندرج هذه الكوكبة الرائعة تحت فئة الكواكب من نوع “نبتونية المشابهة”، حيث يتواجد لديها خصائص تجعلها تشبه إلى حد كبير كوكب نبتون الزرقاء في نظامنا الشمسي.
تم اكتشاف K2-37 c في سماء الفضاء اللامتناهي في عام 2016، حيث أضاءت العدسات الفلكية المتطورة على هذا الكوكب البعيد وكشفت للعلماء جزءًا جديدًا من أسرار الكون. تتميز هذه الكوكبة بمعامل كتلة يبلغ ثمانية أضعاف كتلة الأرض، مما يعزز من جاذبيتها ويختزلها في وجود ثقل فلكي فريد.
عند النظر إلى الأبعاد الكونية لهذا الكوكب، نجد أن نصف قطره يبلغ 0.245 من نصف قطر المشتري، مما يمنحه شكلاً فريداً وملامحاً مميزة. وبالنظر إلى المسافة التي تفصلها عن نجمها الأم، نجد أن الكوكب يدور في فترة زمنية تبلغ 0.017522246 سنة، ما يجعل لها دورة حول نجمها تأتي بتناغم فائق.
رغم أنه لا توجد لديها تمدد في المدار أو تغيير في الشكل (بفضل انحراف
الدائرة المدارية الصفري)، إلا أنها تعتبر كوكبًا مثيرًا للاهتمام بسبب اكتشافها بطريقة عبور الكواكب (Transit)، حيث يتم قياس تغييرات السطوع عندما يعبر الكوكب أمام نجمه. هذا الأسلوب الدقيق في الكشف يساهم في فهمنا للكواكب البعيدة وتصنيفها.
إلى جانب ذلك، يتسم K2-37 c بعدم وجود تمدد بحدود المدار الذي يسير عليه، مما يجعله كوكبًا ذا حركة دورانية ثابتة ومنتظمة. وبالتالي، يتيح للعلماء إجراء مزيد من الدراسات والتحليلات لفهم أكثر عن تكوينها وخصائصها الجيولوجية والفيزيائية.
إن استكشاف كواكب مثل K2-37 c يمثل تحديًا علميًا مثيرًا، حيث يساهم في إثراء فهمنا للكون وتوسيع أفق البشر في عالم الفضاء الذي يبقى محط إعجاب وتساؤل. إنها رحلة علمية مذهلة تمنحنا نظرة فريدة إلى غموض السماء، وتزودنا بمفاتيح لفهم أعماق الكون اللامتناهي وأسراره العظيمة.