في الأعماق السحيقة للسماء، على بُعد يتجاوز 1480 سنة ضوئية من الأرض، تتلألأ كوكبٌ غامض يُدعى K2-349 b. ينتمي هذا الكوكب إلى فئة فريدة تعرف بـ “الأرض الضخمة”، حيث يُصنف ككوكب فائق الأرض، يتمتع بخصائص ملفتة للنظر وقدرات فلكية استثنائية.
يتميز K2-349 b بسطوع فلكي يصل إلى 14.585 درجة، مما يجعله ضيفًا خافتًا في سماء الليل. اكتشف هذا الكوكب الغامض في سنة 2016، حيث أضاء عالم الفلك السماء بأخباره السارة حول اكتشاف كوكب جديد يحمل في جعبته أسرار الكون وغموض الفضاء اللامتناهي.
تتميز الأرض الضخمة K2-349 b بكتلة فلكية متعددة، حيث يبلغ معامل الكتلة 2.48 مرة مقارنة بالأرض، وهو معلم يُظهر القوة الجاذبية الهائلة التي يمتلكها هذا الكوكب. يتجلى هذا التنوع الكوني أيضًا في قطره، حيث يعادل 1.38 مرة قطر الأرض، مما يضفي عليه طابعًا فريدًا من نوعه.
رغم أن البُعد الزمني لهذا العالم السماوي يحول دون إمكانية ملاحظته بالعين المجردة، إلا أنه يحيك حكاية فلكية رائعة. يتداول حول نجمه الأم بمدار لا يُمكن حسابه بدقة، ولكن يُعتقد أن فترة مداره تبلغ حوالي 0.024640657 يومًا، مما يبرز تعقيدات حركته وأسرار تفاعله مع نجمه الساطع.
تبرز أسلوب اكتشافه عبر طريقة العبور (Transit)، حيث يتم رصد تغيُّرات في سطوع النجم الأم عندما يمر الكوكب أمامه، وهو ما يمكن العلماء من استنتاج حجم وخصائص هذا العالم الفضائي بدقة فائقة.
في النهاية، يظهر K2-349 b كرمز للجمال الفلكي والغموض الذي يحيط بعوالمنا الفضائية. إنه ليس مجرد كوكب، بل هو جزء من لغز فلكي هائل يدفع البشرية إلى استكشاف أعماق الفضاء وفهم أسرار الكون بشكل أعمق وأوسع.