في أعماق السماء، تتلألأ نجمة بريقها بشكل هامس، وعلى مدارات ملتوية في عرض الكون، نكتشف كواكبًا مثيرة تدعى بأسماء مستعلية مثل K2-316 c. إنها عالم جديد يقع على بُعد مدهش يبلغ 367.0 سنة ضوئية من الأرض، مما يجعلها نقطة في فضاء اللامتناهي تحمل في طياتها أسرارًا عديدة.
تتألق نجمة هذا النظام، الذي يقدم لنا هذه الكوكب الفريد، بسطوع يبلغ 17.14 درجة نجومية، وهو رقم يعكس لنا مقدار الضوء الذي يصل إلينا من هذا الجسم السماوي البعيد. وعلى سطح K2-316 c، ينكشف لنا عالم مختلف، فهو ينتمي إلى فئة “الأرض العملاقة”، حيث يُعرف بالـ “Super Earth”. تلك الكواكب التي تمتلك خصائص جيولوجية وجوية تشبه إلى حد كبير تلك التي نعيش فيها، ولكن بعناصر فريدة وبأبعاد أكبر.
لقد كشفت رحلة استكشاف فلكية طويلة ومعقدة عن هذا العالم البعيد في عام 2020، وقد أضاءت المزيد من الأضواء على الجمال والغموض الذي يكمن في هذا الجسم السماوي. وفيما يتعلق بخصائص K2-316 c، يبلغ معامل الكتلة ضعفًا مذهلاً يصل إلى 4.01 مرة كتلة الأرض، مما يشير إلى وجود كتلة ضخمة تضفي على هذا العالم سماته الفريدة.
تتجلى الأبعاد الفضائية لـ K2-316 c عندما ننظر إلى نصف قطره، حيث يبلغ معامل الزيادة في الأبعاد 1.83 مرة بالمقارنة مع قطر الأرض، وهو معلم يبرز بوضوح الاختلافات الفيزيائية بين هذا العالم وكوكبنا الأزرق.
تدور K2-316 c حول نجمه الأم بمسافة قريبة جداً، حيث يبلغ نصف قطر المدار 0.0582 وحدة فلكية، مما يجعل دورته حول نجمه قصيرة بشكل لافت، حيث تستغرق فقط 0.01451061 يومًا لاكتمال دورة كاملة. رغم أن الكوكب لا يظهر أي انحراف في مداره، إلا أن هذا الحركة الدورانية السريعة تضفي عليه طابعًا فريدًا.
وما هي وسيلة اكتشاف هذا العالم البعيد؟ إنها العملية المثيرة للترددات المرورية “Transit”، حيث يتم قياس التغييرات في سطوع النجمة عندما يمر الكوكب أمامها. هذه الطريقة الدقيقة والمعقدة تمكننا من كشف الكواكب البعيدة بدقة، مما يسهم في توسيع أفق فهمنا للكون ومكوناته.
إن K2-316 c ليس فقط كوكبًا في السماء، بل هو نافذة نحو أسرار الكون وألغازه، ومع كل تفاصيله الفريدة والمثيرة، يظل هذا العالم البعيد رمزًا للعجائب التي تتربع في سماءنا المهيبة.