في أعماق السماء اللامعة وعلى بُعد 4288.0 سنة ضوئية من الأرض، يتوسع عالمنا الفضائي ليشرق ببريق فريد ومدهش في كوكب K2-308 b. يحمل هذا العالم السماوي الذي تم اكتشافه في عام 2019 على يدي العلماء الرائعين، العديد من الأسرار والتحديات التي تلهم الفضول وتشعل شغف الاستكشاف.
يظهر كوكب K2-308 b كعملاق غازي يتمتع بسحر لا مثيل له، إذ يصنف ضمن تصنيف العمالقة الغازيين. تتميز هذه الكواكب بأبعاد هائلة وغنية بالغازات المتعددة، ويبلغ وزنه مضاعفًا بنسبة 0.222 مقارنة بكتلة المشتري، العملاق الغازي الذي يعتبر معيارًا لقياس الكواكب الخارجية. بفضل قطره الذي يبلغ 0.884 من قطر المشتري، يبرز K2-308 b بحجم يشد الأنظار، مكملاً بذلك رونقه الخاص في مجموعته الفلكية.
يتسارع هذا العملاق الغازي في فلكه الخاص حول نجمه الأم بطريقة تجمع بين التناغم والدقة. تبلغ فترة دورانه حوالي 0.009308693 يوم، مما يُظهر لنا أنه كوكب سريع الحركة يتجاوب بشكل فائق مع جاذبية نجمه الأم. على الرغم من سرعته الفائقة، يظل K2-308 b يحتفظ بأمانته المدارية بفضل انتظامه واستقامة مداره الذي يكشف عن صفات تميزه عن الكواكب الأخرى.
تم اكتشاف K2-308 b باستخدام أسلوب العبور (Transit)، حيث تتمثل هذه الطريقة في رصد التغييرات في سطوع النجم عندما يمر الكوكب أمامه. هذه الطريقة الدقيقة والمعقدة تساعدنا في استكشاف وجمع المعلومات حول الكواكب البعيدة بطريقة فعّالة.
تعكس معلومات K2-308 b التي تم جمعها بشكل دقيق ومتقن تقدمًا هائلا في مجال الفلك، مما يسهم في توسيع آفاقنا وتفهمنا لأسرار الكواكب والفضاء اللانهائي. إن اكتشاف ودراسة كواكب مثل K2-308 b تفتح أبواب الفهم والتأمل في عظمة الكون وعجائبه، ملهمين إيانا للمضي قدما في مسيرة الاستكشاف الفضائي.