في إحدى الزوايا البعيدة من الكون، تتواجد كوكبٌ جديد يحمل اسمًا يتردد في عالم الفلك باسم K2-30 b. يقع هذا الكوكب السماوي على بعد يناهز 1086.0 سنة ضوئية عنا، ما يعني أن رحلة الضوء منه إلى عدسة أفقنا تأخذ وقتًا طويلاً يلامس الألف السنة الضوئية.
تتألق نجمه المضيء بقوة، ورغم أنه ينتمي إلى الطبقة العميقة من الفئة الثالثة عشر في تصنيف السطوع النجمي، إلا أن معدل سطوعه يبلغ 13.547 مغ، ما يجعله ضيفًا خافتًا في سماء الليل.
K2-30 b يتباهى بطبيعته الفريدة، إذ يُصنف كعملاق غازي، حيث يتكون أساسًا من طبقات سميكة من الهيليوم والهيدروجين، مما يمنحه مظهرًا ضخمًا وجاذبية هائلة. إنه عالم غامض يحمل في جعبته أسرارًا لا يمكن تفسيرها إلا بلغة الكواكب البعيدة.
تاريخ اكتشاف هذا الكوكب البعيد يرتبط بعام 2016، حيث كانت تلك اللحظة المميزة عندما ألقت التكنولوجيا الفضائية نظرة جديدة على هذا القطعة الفلكية. العلماء الباحثون اكتشفوا هذا العالم الجديد بواسطة طريقة العبور الفلكي، حيث تم رصد انتقاله أمام نجمه الأم، كما هو الحال في الكواكب التي تتجاوز بظلها أمام أضواء نجومها.
البيانات الفيزيائية لـ K2-30 b تظهر أن كتلته تعادل 0.579 كتلة الكوكب المشهور جوبيتر، وهو يتفوق في قياسات الشكل بنسبة 1.039 مقارنة بنصف قطر جوبيتر. تدور هذه الكوكبة العملاقة في مدار ذي نصف قطر يبلغ 0.04839 وحدة فلكية، وتحتاج إلى 0.011225188 يومًا لاكتمال دورتها حول نجمها الأم.
رغم أن التخليق الفلكي لهذا الكوكب يتسم بالدقة والإتقان، إلا أنه لا يظهر أي انحراف في مداره بفضل صفاء مداره المستقيم. هذا الاكتشاف المدهش تم تحديده باستخدام أسلوب العبور، حيث تلاحظ الانقضاضات المتكررة للضوء عندما يمر الكوكب أمام نجمه.
بهذا الشكل، يعد K2-30 b تحفة فلكية تضيء سماء الفضاء بجمالها وغموضها، مما يشد انتباه الباحثين والمهتمين بأسرار الكواكب والفضاء، فترى كيف يحمل هذا العالم البعيد قصصًا لم تروى بعد، وأسرارًا لم تكشف إلا بلغة الكواكب والنجوم في السماء البعيدة.