في إحدى الزوايا البعيدة للكون، تتوسع سماءنا لتحتضن نجمًا يُطلق عليه اسم K2-285. هذا النجم، الذي يتلألأ في الفلك بشدة برغم ما يبدو من بعد، يكون قد كُشف عنه بأنه ينتمي إلى نظام نجمي يحمل العديد من الألغاز الفلكية والأسرار الكونية.
وفي هذا النظام البعيد، تكمن أحداث مثيرة حيث يظهر الكوكب K2-285b كواحد من الكواكب الفائقة الأرضية، التي تبرز بأبعادها الكبيرة وكتلتها الاستثنائية. تمثل هذه الكواكب فرصة فريدة لفهم طبائع الكواكب خارج نظامنا الشمسي، وتمنحنا نافذة إلى تنوع العوالم الفلكية.
الكوكب K2-285b يبعد عنا بمسافة تقدر بحوالى 505 وحدة فلكية، وهو يتلقى إشعاعًا متلألئًا من النجم K2-285 الذي يتميز بسطوعه الذي يبلغ حوالي 12.075 درجة. يظهر هذا الكوكب كواحد من الكواكب العملاقة والمعروفة باسم “الأرض الفائقة”، حيث يبلغ معامل كتلته 9.68 مرة تلك التي تحملها كوكبنا الأرض، مما يجعله يتمتع بجاذبية هائلة تؤثر على كل شيء في بيئته.
تبرز أبعاد K2-285b بشكل ملحوظ، إذ يكون نصف قطره يعادل 0.231 نصف قطر من العملاق الغازي المعروف جوبيتر في نظامنا الشمسي. هذا يجعله يندرج ضمن فئة الكواكب العملاقة، التي تتميز بأحجامها الضخمة وتشكيلاتها الفريدة.
يتداول K2-285b حول نجمه الأم K2-285 على مدار دائري يُقدر بنحو 0.03817 وحدة فلكية، وتستغرق فترة دورته الشمسية حوالي 0.009582478 سنة. يتسم هذا الكوكب بعدم وجود تمدد في مداره، إذ يتحرك بشكل دائري حول نجمه الأم بدقة فلكية، مما يضفي عليه الاستقرار والتناغم في حركته.
تم اكتشاف الكوكب K2-285b في عام 2018، وذلك باستخدام أسلوب الكشف عن الترانزيت، حيث يتم رصد تغيّرات طفيفة في سطوع النجم عندما يمر الكوكب أمامه أثناء دورته الشمسية. هذه الطريقة الدقيقة تسمح للعلماء بالتعرف على وجود الكواكب وتحديد بعض خصائصها، وتمثل إحدى الوسائل المبتكرة لاستكشاف أسرار الكواكب البعيدة.
يعكس الكوكب K2-285b مثالاً رائعاً على التنوع الكوني، حيث يقدم لنا نافذة مشرقة إلى العوالم الفلكية الفائقة والمثيرة. رغم بُعدنا الكبير عن هذا النظام النجمي، إلا أن اكتشافاتنا وفهمنا لهذا الكوكب تعزز فهمنا للكون وتمهد الطريق لمزيد من الاستكشافات المستقبلية وفهم أعماق الفضاء وأسراره اللامتناهية.