عندما نتأمل في عمق السماء اللامتناهية، ونسلك دروب الكواكب والنجوم، نجد أن كل نقطة في الفضاء تخفي قصصًا مذهلة تعكس عجائب الكون وتعقيداته. ومن بين هذه النقاط اللامعة، تبرز كوكب K2-275 c كجوهرة لامعة في سماء الفلك، يحمل معه باقة من الخصائص الفريدة التي تجعله جسمًا سماويًا مثيرًا للاهتمام.
في البداية، يأخذنا K2-275 c في رحلة بعيدة إلى السماء، إذ يتواجد على بعد يقدر بحوالي 403.0 سنة ضوئية عنا، كما لو كان يراقبنا من عالم آخر في هذا الكون الغامض. وحيث يكمن جماله أيضًا في اللمعان الذي يظهر به، إذ تبلغ شدة إشعاعه النجمي حوالي 11.974 درجة. هذا الرقم يكشف لنا عن سطوعه الباهر وقوته الضوئية التي تضيء الظلمة الفضائية بأنوار لامعة.
وما يميز K2-275 c أكثر هو شبهه بالمشهور كوكب نبتون، حيث يُصنف تصنيفًا لا يختلف كثيرًا عنه. يُعتبر K2-275 c من الأقمار العملاقة، حيث يبلغ معامل كتلته 5.52 مرة مقارنة بالأرض، مما يجعله واحدًا من الكواكب ذات الكتلة الكبيرة. وليس ذلك وحسب، فإن نصف قطره يُقدر بـ 2.21 مرة قطر الأرض، مما يكسبه طابعًا فريدًا من نوعه في عائلة الكواكب.
تدور حول نجمه بمسافة لا تتجاوز 0.0881 وحدة فلكية، وتستغرق فقط حوالي 0.022997946 يوم لإكمال دورته حول الشمس. تلك الحركة الدقيقة تكشف عن نظامه الشمسي المحكوم بالقوانين الفيزيائية الدقيقة والتفاصيل الفلكية المعقدة. وبالرغم من أن تمدده الدائري يظهر بأنه ثابت بدرجة عالية مع انحراف صغير (بحدود 0.0)، يظل الكوكب محطة فضائية متألقة في سماءه المتلألئة.
لم يكتشف K2-275 c طريقة غير مثيرة للدهشة إلا من خلال طريقة اكتشافه، حيث تم الكشف عنه من خلال ظاهرة العبور (Transit)، أحد أساليب الرصد المعروفة في علم الفلك. هذه الطريقة الدقيقة تكشف لنا عن كواكب أبعد في الفضاء، وتعتبر وسيلة قيمة لاستكشاف الكواكب خارج نطاقات نظامنا الشمسي.
إن K2-275 c يشكل إضافة مثيرة إلى سجل الاكتشافات الفلكية، حيث يكشف لنا عن جمال الكون وغموضه. ومع كل قصة فضائية جديدة، نجد أننا أمام عالم لا ينضب من المفاجآت والألغاز، يستحق أن نستمر في استكشافه وفهمه.