في أعماق السماء اللامتناهية، تبرز نجمة لامعة تدعى K2-248، تضيء الظلام الفضائي بألوانها اللامعة، وبالقرب منها ترقص كواكبها بإنسجام ساحر. تحديدًا في العام 2018، كشفت علماء الفلك عن إحدى هذه الكواكب، والتي أطلقوا عليها اسم “K2-248 b”. يتميز هذا الكوكب بالعديد من الخصائص الرائعة التي تثير فضول عشاق علم الفلك.
يبدو أن K2-248 b ينتمي إلى عائلة الكواكب من نوع “نبتونية”، حيث يشترك في العديد من السمات مع كوكب نبتون في نظامنا الشمسي. إن هذا التشابه يثير التساؤلات حول تاريخ وجوده وتطوره في هذا النظام الفلكي المبهر.
فيما يخص خصائص الكوكب نفسه، يتميز K2-248 b بكتلة تفوق مضاعفات كتلة الأرض بمقدار يصل إلى 7.13 مرة، مما يجعله كوكبًا ذا كتلة ضخمة ومثيرة للاهتمام. ولكن يتم قياس قطره بنسبة 0.229 مضاعفات قطر كوكب المشتري، مما يشير إلى أنه يمتلك حجمًا أصغر بكثير من الكواكب العملاقة الغازية في نظامنا الشمسي.
تدور هذه الكوكبة الفاتنة في فترة قصيرة جداً حول نجمها، حيث يبلغ نصف قطر المدار الذي يسلكه حوالي 0.0699 وحدة فلكية. وفي هذه الرحلة الدائرية المثيرة، يستغرق K2-248 b فقط حوالي 0.019712524 عامًا لاكتمال دورته حول نجمه، ما يضفي على حياته الفلكية إيقاعًا مثيرًا ومختلفًا.
تبرز العديد من الجوانب الفريدة لهذا الكوكب أيضًا في الطريقة التي تم اكتشافها بها. استخدم الفلكيون طريقة “العبور” (Transit) لاكتشاف هذا العالم البعيد، حيث تلاحظ الزيادة المؤقتة في سطوع النجم عندما يمر الكوكب أمامه أثناء دورانه حوله. هذه الطريقة الدقيقة والفعالة قادرة على تقديم لمحات قيمة عن الكواكب البعيدة وتكوينها.
في الختام، يظهر K2-248 b ككوكب مثير للدهشة يستحق اهتمام العلماء وعشاق علم الفلك على حد سواء. إن فهم خصائص هذا العالم البعيد يساهم في توسيع أفقنا وفهمنا للكواكب خارج نظامنا الشمسي، مما يلقي الضوء على أسرار الكون اللامتناهي ويفتح أفقًا جديدًا لاستكشاف المجرات والأنظمة الفلكية البعيدة.