في إحدى الزوايا البعيدة من الكون اللامتناهي، تبرز نجمة صغيرة ذات سطوع معتدل في سماء الفضاء، وهي نجمة K2-246، والتي أصبحت محط اهتمام العلماء والباحثين في سماء الكواكب البعيدة. يتوسط هذا النظام الشمسي البعيد كوكب يحمل اسم K2-246 b، وهو عالم فريد يفتقر إلى التشابه مع العوالم التي نعرفها في نظامنا الشمسي.
يتمتع هذا الكوكب البعيد بخصائص فلكية مدهشة تضيف لسحره وغموضه. يقع K2-246 b على بُعد يصل إلى 2295.0 سنة ضوئية عن الأرض، ما يجعله جزءًا من الكواكب البعيدة التي تحيلنا إلى أبعد أطياف الكون. وعلى الرغم من بُعده الكبير، يظهر النجم الأم، الذي يتسم بسطوع يبلغ 14.792، بوضوح في سماء هذا العالم الفضائي.
يتميز K2-246 b بطابعه الفريد الذي يشبه كوكب نبتون في نظامنا الشمسي، حيث يُصنف ضمن فئة الكواكب ذات الخصائص المشابهة لنبتون. يتسم بخصائص فلكية تجعله ينبض بالغموض والإثارة، حيث يتجلى ذلك في اكتشافه في عام 2018 عن طريق أساليب العبور (Transit)، الأمر الذي أضاف للمجتمع الفلكي معرفة جديدة وقيمة حول هذا الكوكب البعيد.
إحدى الخصائص الملفتة للنظر هي كتلته المتفوقة، حيث يبلغ ضعف كتلة الأرض بنسبة 12.0، مما يجعله كوكبًا ذا كتلة هائلة ومكملة لفهمنا لتشكل الكواكب في أرجاء الفضاء. وبالنظر إلى قطره، الذي يعادل 0.311 قطرًا من العملاق الغازي جوبيتر، يبرز هذا الكوكب بحجم يضاهي تلك العوالم الغازية العملاقة.
تتألق حقبته الزمنية في هذا النظام الشمسي البعيد، حيث يتأرجح K2-246 b حول نجمه الأم على مدار يبلغ 0.0602 وحدة فلكية، مكملاً دورته كل 0.015879534 يومًا، في رقصة فلكية متناغمة تعكس جاذبية وأناقة الكواكب في أبعد ركن من الفضاء.
وفي سياق الاستكشاف العلمي، فإن اكتشاف هذا الكوكب جعل الباحثين يعيدون النظر في أساليب اكتشاف الكواكب البعيدة وفهمها، إذ يُعد استخدام أساليب العبور تقدمًا هائلاً في مجال فهم الكواكب البعيدة. إن استنتاجات العلماء والباحثين حول هذا الكوكب الفريد لا تزال تشكل لغزًا يحفز المزيد من الاستكشاف والتفكير العلمي في عالم الكواكب البعيدة والفضاء اللامحدود.