في سماء اللامكان، حيث تتداخل ألسنة الليل وتراقص النجوم بإنسجام فريد، نجد عجائب الكون تتجلى في كواكبه المختلفة. إحدى هذه الأعجوبات السماوية هي الكوكب K2-240، الذي يتوسط الفضاء بتلألؤه البعيد الساحر، ويمثل نقطة منيرة في خارطة السماء.
يكمن هذا الكوكب على بعد 238.0 سنة ضوئية، حيث يبدو كجوهرة تلمع في غمرة اللانهاية السماوية. تتلألأ سطوعه النجمي بقوة 13.372 مقداراً، ما يمنحنا لمحة عن ضياءه الهائل في مدارات الليل. وفي هذا الوقت السحري، يأخذنا الكون في رحلة ساحرة حول هذا الجسم الفلكي الفريد.
الكوكب K2-240 ينتمي إلى فئة الكواكب الضخمة المعروفة باسم “Super Earth”، حيث يتسم بكتلة ثلاث مرات أكبر من كتلة الأرض، ما يمنحه وزناً فلكياً استثنائياً يعكس قوة جاذبيته الفائقة. ورغم كبر حجمه، يظل هذا العملاق السماوي يحمل في طياته العديد من الأسرار التي تشد انتباه علماء الفضاء ورواد الفلك.
تم اكتشاف الكوكب K2-240 في عام 2018، عندما ألقى علماء الفلك نظرة موسعة عبر التلسكوبات الفضائية المتطورة. وكان اكتشافه لحظة مفصلية في تاريخ استكشاف الكواكب خارج نظامنا الشمسي، حيث أضاء هذا الكوكب المجهول مدارات البحث وألهم العديد من العقول الفضائية.
بالنظر إلى تفاصيله، يبلغ ضعف كتلة K2-240 مقارنةً بكتلة الأرض، وهو يزن بلغارًا ثلاث مرات، مما يجعله جسماً ثقيل الوزن يستحوذ على اهتمام المهتمين بالفضاء. ولا تتوقف السحرة الفلكية هنا، حيث يظهر الكوكب بشكله الكروي الجميل، ويبرز بقطر يضاعف القطر الأرضي بمعدل 1.8، ما يعكس التنوع الفريد في خصائصه.
في مداره الرائع حول نجمه الأم، يتألق K2-240 على بعد 0.1159 وحدة فلكية، ويستغرق فقط 0.056125943 يومًا لاستكمال دورته الكاملة حول نجمه، مما يكشف عن تفاصيل مدهشة لا تقتصر على سحر الليل بل تتعداها لتشمل رقصة الكواكب في أبعاد الزمكان.
وكأن كل هذا لم يكن كافياً ليزين جمال K2-240، يأتي اكتشافه عبر طريقة العبور أو الترانزيت، حيث يتم رصد تغييرات في الضوء المنبعث من نجمه الأم نتيجة مرور الكوكب أمامه. هذه الطريقة الدقيقة للاكتشاف تمنحنا نافذة فريدة لفهم تراكب الأنظمة الكونية البعيدة.
في النهاية، يبقى K2-240 كوكباً فريداً في عرين الفضاء، حيث يلفت الأنظار ويشكل تحديًا جديدًا لفهمنا للكواكب الخارجية. وبينما يتراقص في مداره اللامتناهي، يستمر في إلهام الباحثين ورواد الفضاء على حد سواء، مضيئاً دروب الاستكشاف الفلكي وترسيخاً لعلم الفلك في سجلات الكون.