في إحدى الزوايا البعيدة والمجهولة للكون، يتلألأ الكوكب K2-223b بألوان ساحرة ويعزف لحناً فريداً في سماء المجرة. يعتبر K2-223b إحدى الكواكب الفضائية الرائعة والتي أطلق عليها اسمًا ينبعث بالغموض والإثارة.
يتميز K2-223b بموقعه البعيد الواقع على بُعد يصل إلى 648.0 سنة ضوئية من الأرض، حيث يظهر في السماء كنقطة لامعة تتألق بسطوع يبلغ 11.443 في درجة اللمعان النجمي. يعتبر هذا الكوكب من الفئة الأرضية، حيث يمتلك خصائص تشبه تلك التي تعرف في علم الفلك بالكواكب الصخرية.
تم اكتشاف K2-223b في سماء الكون في عام 2018، حيث تم تسجيل انتقالاته الدقيقة أثناء مراقبة السماء. تلك اللحظة كانت بمثابة لحظة تاريخية تفتح نافذة على عالم جديد ومجهول.
فيما يتعلق بالخصائص الفيزيائية لهذا الكوكب الفريد، يتميز K2-223b بكتلة تعادل 0.64 من كتلة الأرض، ويظهر بحجم يشكل 89% من قطرها. يتألق بأمجاده في مداره الذي يبلغ 0.0127 وحدة فلكية، ويستغرق دورته الشمسية حوالي 0.0013689254 عام، ما يجعله ينقلب حول نجمه الأم بسرعة مذهلة.
رغم صغر حجمه وقربه النسبي للنجم الأم، يظهر K2-223b بثقل كوكبي يمنحه وزنًا لا يستهان به. يتنقل في مداره بدقة فائقة، حيث يكون انحراف مداره تقريبًا صفريًا، مما يجسد التوازن الكوني الذي يحكم حياة الكواكب في هذا الركن البعيد من الفضاء.
تم اكتشاف K2-223b باستخدام أسلوب العبور (Transit)، الذي يتيح للعلماء استنتاج وجود الكوكب عن طريق قياس انخفاض السطوع الذي يحدث عندما يمر الكوكب أمام نجمه الأم أثناء رصد السماء. هذا الأسلوب الدقيق يفتح الأبواب أمام دراسات أعمق حول تكوين وظروف حياة الكواكب البعيدة.
بهذه الطريقة، يعكس K2-223b لنا جمال وغموض الكواكب البعيدة، ويضعنا أمام سؤال حول مدى تنوع الحياة والظروف التي قد تكون موجودة في أركان هذا الفضاء اللانهائي الذي يحمل في طياته أسراراً لا نهاية لها.