في إحدى أركان السماء البعيدة، يتلألأ الكوكب K2-222 b بألوان الغازات الجليدية والأمطار المعدنية التي تتساقط في جوه الغني بالألوان. يمثل هذا الكوكب إحدى الاكتشافات البارزة التي قام بها علماء الفلك في عام 2018، حيث تم رصده بواسطة طريقة العبور الكوكبي، وهي طريقة يتم فيها قياس تغييرات ضوء النجم الأم خلال عبور الكوكب أمامه.
تتمثل السمة الملفتة للنظر في K2-222 b في ميزته ككوكب من نوع “نبتوني المشابه”، حيث يشبه في خصائصه الكوكب نبتون في نظامنا الشمسي. يتميز K2-222 b بشدة الجاذبية الهائلة، حيث يكون كتلته مضاعفة بنسبة 6.3 مقارنة بالأرض. يبلغ قطره نسبيًا 0.213 من قطر المشتري، مما يجعله كوكبًا ذا أبعاد هائلة.
يندرج الكوكب K2-222 b في مجموعة نجومية تعرف بتسمية K2-222، حيث يبلغ معدل لمعان النجم الأم 9.543، ما يجعله يتألق ببريق خافت ولكنه يشكل جزءًا رائعًا من المنظر الفلكي. يعتبر هذا النظام النجمي والكوكب المرافق له جزءًا من سيمفونية الكواكب والنجوم التي تعزفها الكواكب في عزفها حول أنظمةها النجمية.
تحيط المدارات السماوية بالكوكب K2-222 b بألسنة من الجاذبية والتأثيرات الفلكية، حيث يبلغ شعاع المدار 0.1211، ويستغرق الكوكب فقط 0.042162903 من الزمن ليكمل دورة كاملة حول نجمه الأم. تمتاز المدارات بعدم الانحراف، إذ يظهر الكوكب وكأنه يتراقص في فضاء لا نهاية له.
تتسارع قصة اكتشاف K2-222 b بواسطة الطريقة الفلكية الرائعة للعبور الكوكبي، حيث تكشف هذه الطريقة عن أسرار الكواكب وتفاصيلها المثيرة. يتجلى جمال الفضاء وعمقه في هذا الكوكب، الذي يتحدث بلغة الكواكب والنجوم، مشكلاً جزءًا لا يتجزأ من عرض الكون الذي يعبق بالغموض والجمال.