في إحدى الزوايا النائية للكون اللامتناهي، تتوسط الكواكب والأجرام السماوية عبوراتها الكونية، ومن بين هذه الأعجوبة الفلكية الساحرة يبرز كوكب K2-219 b، الذي يتلألأ في سماء الليل البعيدة ببريق يسري بين الأنظمة النجمية البعيدة. ينتمي هذا الكوكب إلى فئة الأرض الفائقة، حيث يطلق عليه اسم “Super Earth”، ويراقص نفسه في مداره بفترة فلكية قصيرة قدرها 0.010677618 يوم، مما يجعله يندرج ضمن تصنيف الكواكب ذات الدورة القصيرة.
يبلغ البعد بين كوكب K2-219 b ومصدر إضاءته النجمية حوالي 1061.0 سنة ضوئية، ويتألق النجم بسطوع يبلغ 12.09 درجة. هذا النجم البعيد يعزف سيمفونية الكواكب بإشراقه، مما يلفت الانتباه إلى رونق هذا النظام الفلكي الفريد.
إكتشف العلماء هذا العالم السماوي الرائع في عام 2018، حيث كانت لحظة الكشف تمثلت في مراقبة مروره أمام نجمه الأم بأسلوب العبور الكوكبي، المعروف بـ “Transit”. ومن خلال هذا الاكتشاف الرائع، توسعت حدود معرفتنا بالكواكب خارج نظامنا الشمسي، مما أضاف بُعداً جديداً إلى فهمنا لتنوع الأنظمة الكونية.
تتسم خصائص K2-219 b بالتميز، حيث يبلغ معامل كتلته 2.38 مرة من كتلة الأرض، مما يمنحه وزناً فلكياً يشير إلى تماسكه الكبير. وبالنسبة لقطره، يفوق قطره الأرض بمعامل يبلغ 1.348، وهو معطى يلفت الانتباه إلى حجمه الاستثنائي. يتحدد مدى هذا الكوكب الفريد من نوعه بمضمون يعكس توازناً طبيعياً متقناً.
في محاولة لفهم حياة هذا الكوكب، نجد أن معلومات بعض الخصائص تظل غامضة، فمثلاً، يظهر المعدل الشمسي الذي ينبعث منه لا يزال غير معروفاً، كما يظهر المدار الذي يسلكه حول نجمه الأم لا يزال يتسارع في لغز الفضاء.
بهذا الكوكب الساحر، تتجسد أسرار الكون وتفاصيله الرائعة، مكملةً ملحمة الكواكب والنجوم في الفضاء اللامتناهي، حيث يظل K2-219 b شاهداً صامتاً على أسرار الكون تارة، وفي أخرى يرقص على أنغام الكواكب البعيدة.