عندما نغوص في عمق الكون ونستكشف أسرار السماء، نجد أن كواكب الفضاء تحمل في طياتها الكثير من الغموض والجمال. واحدة من هذه الكواكب التي تثير الفضول وتأسر العقول هي كوكب K2-190 c.
يتميز كوكب K2-190 c بموقعه البعيد الذي يبلغ مسافة تقدر بـ 524.0 سنة ضوئية عنا، ما يعني أنه يندرج في قائمة الكواكب البعيدة التي تظهر بالأفق السماوي بشكل باهر. ورغم بُعده، يظهر لنا بوضوح في سماء الليل بفضل تألقه الفلكي الذي يُقدر بـ 11.138 درجة من السطوع النجمي.
يتبارى K2-190 c في فئة الكواكب العملاقة الفضائية المعروفة باسم “Super Earth”. إنها تصنف ككوكب ضخم بمعامل كتلة يبلغ 1.34 مرة كتلة الأرض، مما يجعله يحمل في جعبته كتلة فضائية هائلة تضاهي إلى حد كبير كتلة كوكبنا الأم.
وعندما نلقي نظرة على تركيب K2-190 c، نجد أن نصف قطره يتجاوز قليلاً نصف قطر الأرض، حيث يُقدر بـ 1.093 مرة قطرنا الأرضي. هذا الاختلاف الطفيف في الأبعاد يضيف للكوكب لمسة فنية فريدة تبرز جمال الاختلافات الفضائية.
فيما يتعلق بحياة K2-190 c في نظامه الشمسي، تظل بعض الألغاز قائمة، حيث تفتقر البيانات المتاحة إلى معلومات دقيقة حول نصف قطر مداره وفترة دورانه. ومع ذلك، يُعتقد أنه يتبع مسارًا حول نجمه الأم بشكل منتظم، مع انحراف بسيط في مداره يصل إلى 0.05913758.
لاكتشاف هذا الكوكب الرائع، تم استخدام أسلوب العبور (Transit)، حيث يتم رصد التغييرات في السطوع عندما يعبر الكوكب أمام نجمه الأم. هذا الأسلوب الدقيق يسمح للعلماء بتحديد خصائص الكوكب بدقة، من حيث حجمه وكتلته ومساره المداري.
في نهاية المطاف، يظهر K2-190 c كلمسة فنية رائعة في لوحة الفضاء، حيث يجمع بين الأبعاد الهائلة والتألق الفلكي، مما يجعله واحدًا من الكواكب التي تستحق الاهتمام والبحث المستمر. وبينما يظل الكون يعطي لنا لمحة عن جماله اللامتناهي، يبقى K2-190 c علامة مضيئة في سماء الليل، تذكير بأنه لا يزال لدينا الكثير لنكتشف ونستكشف في هذا الفضاء الرحب والغامض.