في سماء الكون المهيبة، تتلألأ نجوم عديدة، ومن بينها نجم يُدعى K2-18 ينتمي إلى عائلة النجوم البعيدة التي تعزف سيمفونية اللامتناهي. وعند استقرار أنظارنا على هذا النجم، نكتشف أن لديه رفاقًا ملحقين يحملون اسماءهم K2-18 c.
يتوسط الفضاء الشاسع بيننا وبين هذا النجم مسافة تبلغ 124 فوهة فضائية، حيث يتألق النجم K2-18 بشكل بسيط في سماء الليل بسطوع يبلغ 13.477 درجة من المقياس المغناطيسي، وهو يُعتبر من النجوم المتوسطة في السماء.
لكن ما يلفت الانتباه ويثير الدهشة هو اكتشاف كواكب تدور حول هذا النجم اللامع. ومن بين تلك الكواكب، يبرز K2-18 c ككوكب يشبه كوكب نبتون في نظامنا الشمسي. تم اكتشافه في عام 2017، مما أضاف لمسة من الغموض والإثارة إلى رصيد الكواكب المعروفة.
وفي عالم الفضاء، تتحد الأرقام والمقاييس لتكوِّن لنا صورة أوضح وأعمق عن هذا العالم البعيد. إن كتلة K2-18 c تُقدر بمضاعف 7.51 مرة من كتلة الأرض، مما يجعله يتربع على عرش الكواكب الضخمة في هذا النظام. وبالنسبة إلى قطره، يظهر بأنه يمتلك نصف قطر كوكب المشتري في نظامنا، حيث يُقاس قطره بمضاعف 0.236 من قطر المشتري.
تدور K2-18 c حول نجمه الأم، K2-18، على بُعد يبلغ 0.06 وحدة فلكية، وتحتل حولها مدة زمنية قدرها 0.024640657 عام، مما يجعل لها سنة قصيرة ومثيرة. ولكن الغموض يتزايد عندما نتحدث عن تكوين مدارها، حيث يظهر أن لها تمددًا في مدارها بنسبة 0.47، مما يضفي لمسة من التفرد على هذا الكوكب.
وكيف تم اكتشاف هذا الكوكب البعيد؟ إن وسيلة الاكتشاف كانت باستخدام طريقة السرعة الشعاعية، حيث يتم قياس تأثير حركة النجم الأم بسبب جاذبية الكوكب المحيط به. هذه الطريقة الدقيقة والمعقدة تمكن العلماء من استنتاج وجود كواكب في أنظمة النجوم البعيدة.
في النهاية، يظهر K2-18 c كجوهرة فضائية في سماء الليل، تقدم لنا لمحة عن عجائب الكون وتجسد جمال الأكوان البعيدة. وبينما نستمر في استكشاف أسرار الفضاء اللامتناهي، يظل هذا الكوكب ونجمه يشكلان لغزًا جديدًا يحمل بين طياته أسراراً لا تعد ولا تحصى.